x

نيوتن الضبعة.. رأى مختلف نيوتن الإثنين 07-12-2015 21:23


عزيزى نيوتن..

دأب بعض من الناس، خاصة رجال السياحة، على النقد والاعتراض على موقع المفاعل النووى بمنطقة الضبعة، ومنهم من يقترح أن يتم بناء المفاعل فى الداخل وبعيدا عن المنطقة الشاطئية. وبما أننى فى الأساس جيولوجى، ثم حصلت على درجة الماجستير والدكتوراة فى مجال الجيولوجيا البحرية، وبما أن رسالة الماجستير الخاصة بى كانت على منطقة الساحل الشمالى، علاوة على أننى أشرفت على عدة رسائل ماجستير ودكتوراة فى هذه المنطقة، منها رسالة ماجستير على هضبة الضبعة نفسها، وبناء عليه أعتقد أننى يمكن أن أبدى رأيى العلمى المتواضع فى هذه النقطة الخلافية. أولا: إذا كان لابد من عمل مفاعل نووى فى منطقة الضبعة فأصلح مكان لإقامته هو المكان الذى اختير من قبل خبراء الطاقة الذرية وهيئة الأمان النووى، علاوة على الدراسات التى قام بها الفرنسيون، ثم أخيرا الروس لهذه المنطقة. لماذا؟؟ الإجابة هى فى التفسير الجيولوجى لطبيعة الساحل الشمالى، حيث إن هذا الساحل يتكون من تسع هضاب متوازية لساحل البحر، مكونة من الحجر الجيرى، وتمتد من الإسكندرية وحتى السلوم. الهضبة الأولى خير مثال لها هى لسان الوزراء شمال البحيرة الصناعية بمنتجع مارينا، أما الهضبة الثانية، وقائم عليها الطريق الساحلى إسكندرية- مطروح- السلوم، أما الهضبة الثالثة فهى ما نراها عندما نذهب إلى مطروح قبلى الطريق، ثم تتوالى بعد ذلك سبع هضاب فى اتجاه الجنوب من البحر وتمتد إلى الداخل لمسافة أكثر من 40 كيلو مترا. الأراضى المنخفضة المحصورة بين كل هضبة وأخرى هى أراضٍ تتكون من طبقات ملحية وجبس، وهى أراضٍ هشة لا تصلح لبناء مبانٍ كبيرة ولا تتحمل أحمالاً عالية، وبناءً عليه لا تصلح لإقامة مشروع مثل المفاعل النووى. وبناء على ذلك لو قررنا بناء المفاعل فى الخلف وليس على هضبة الشاطئ فيتحتم علينا بناؤه خلف آخر هضبة، أى على مسافة أكثر من أربعين كيلو مترا من الشاطئ. وسوف يتم عمل أنبوب للتبريد من شاطئ البحر وحتى المفاعل، وكذلك أنبوب آخر لصرف مياه التبريد. هذان الأنبوبان سوف يخترقان 9 هضاب، مرة بأنبوب التبريد ومرة أخرى بأنبوب الصرف. بعض هذه الهضاب سمك قاعدتها يتعدى المائة متر، أى المطلوب عمل 9 أنفاق لهذه الجبال لمياه التبريد، ومثلها لمياه الصرف. أمنياً كيف سوف تؤمن هذه الأنابيب لمسافة تمتد لأكثر من أربعين كيلو مترا؟ وماذا سوف يحدث للمفاعل فى حالة انقطاع مياه التبريد أثناء التشغيل؟ علاوة على أنه كلما اتجهنا جنوباً زاد ارتفاع مستوى الأرض عن مستوى سطح البحر، وبناء عليه سوف يستلزم كمية من الكهرباء ولا أعرف مدى كمياتها، وذلك لدفع مياه التبريد من الشاطئ وحتى مكان المفاعل. وأخيرا وقبل أن أنهى رسالتى أحب أن أذكر أننى منذ حوالى 20 عاما أشرفت على رسالة ماجستير على منطقة الضبعة، وأوضحت الدراسة أن هناك أربعة شروخ أو فوالق متعامدة على بعضها فى هذه المنطقة، فأضفت وبخط يدى للطالبة فى الجزء الخاص بالتوصيات أنه فى حالة إقامة مفاعل نووى فى منطقة هضبة الضبعة أن تتم دراسة جيولوجية أكثر عمقا من دراستنا لمعرفة إذا كانت هذه الشروخ سطحية أو عميقة، وأعتقد أنه طبعا هذه الدراسة تمت وتم التأكد بأن المنطقة صالحة تماما لإقامة المفاعل، وأن مصادر التبريد تكون أقرب ما يكون للمفاعل نفسه. إن فى فرنسا المفاعلات قائمة على النهر الذى يشربون منه. وأخيرا فإن أول ما أقرأ فى جريدة «المصرى اليوم» هو عمود سيادتكم، لأنك كاتب متميز، وكونك أساساً رجل أعمال أضاف لك بعداً آخر لا يتواجد لدى كاتب صحفى، ولنا حديث آخر فى كشف الغاز الأخير فى شرق المتوسط.

الأستاذ الدكتور/ سمير نصر

عميد معهد الدراسات العليا والبحوث الأسبق

جامعة الإسكندرية

تعليق نيوتن:

مصلحة الوطن هدف مشترك بيننا جميعا كمواطنين. لا خلاف فى ذلك. وليس هناك طريق واحد صواب. ولا يستطيع أحد أن يدعى أنه يملك الحقيقة. أو يحتكرها. لذا من المهم أن يظل باب الاجتهاد والنقاش مفتوحا لصالح الوطن، ومصلحة المواطن. فقد تحدثت عن مفاعل الضبعة فى أكثر من مناسبة، وعن إنشاء قناة تصب فى بحيرة يكون وظيفتها تبريد المفاعل. شجعنى على هذا التصور إنجاز قناة السويس. صاحب الرسالة يتحدث عن أنبوب يصل حتى المفاعل. وهناك اختلاف بين الأمرين. وعندما أكتب فى موضوع مثل هذا لا أدعى أننى بيت خبرة أو متخصص. أجتهد قدر المستطاع. لأعرض أفكاراً مختلفة. آراء متنوعة للقارئ وللمواطن وصاحب القرار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية