لا أعرف الكثير عن نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج.. وأظن أن كثيرين جدا أيضا لا يعرفون إلا تلك المعلومات العادية المتداولة طول الوقت عن وزيرة راحت وجاءت واجتمعت وأعلنت.
ولو كانت نبيلة مكرم غاضبة وحزينة من الإعلام، شاعرة بالمرارة والأسى.. فسأمنحها الحق وألتمس لها ألف عذر، حيث لاتزال أكبر قضية أو حكاية تناولها الإعلام حتى الآن عن وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج هى الفستان الذى ارتدته وهى تقسم اليمين أمام رئيس الجمهورية لتبدأ مهمتها وواجباتها الوزارية الرسمية.. وفى المقابل لم يلق أى اهتمام حقيقى أو أضواء كل ما قامت به نبيلة مكرم، ولاتزال تقوم به وتقدمه لمصر وأهلها فى الداخل وأبنائها خارج حدودها.. وليس هنا المجال للحديث عن كل ما قامت به نبيلة مكرم، رغم ضرورته وقيمته ودلالاته.
إنما أود فقط أن أقترح على الوزيرة الاهتمام بالرياضة أيضاً ضمن اهتماماتها بكل مجالات الحياة بالنسبة للمصريين خارج مصر.. فأحدث اهتمامات نبيلة مكرم أو مشروعاتها وأحلامها هو حصر كل الأطباء المصريين الكبار الذين استقروا منذ زمن طويل فى مختلف بلدان الدنيا وجامعاتها.. حققوا النجاحات والأحلام ونالوا التقدير والاحترام.. وتراهن نبيلة مكرم على أن أى مصرى مهما نجح واستقر خارج بلاده تبقى هناك هذه الخيوط الرفيعة من الحب والشجن والحنين التى تربطه بمصر، غير القابلة للنسيان من كل أولادها.. وبدأت نبيلة مكرم جهودها لحصر كل هؤلاء الأبناء والأطباء الكبار والتنسيق معهم للمجىء إلى مصر فى زيارات متعددة ومرتبة، لتقديم خدماتهم الطبية لبلدهم وكل المرضى فى مصر.
وكل ذلك تراه نبيلة مكرم مجرد خطوة أولى لاستفادة حقيقية لمصر وأهلها من كل الأبناء المغتربين الذين نجحوا وتألقوا تحت تلك السماوات البعيدة والغريبة.. وليس فى مجال الطب فقط.. إنما فى كل مجالات الحياة أيضاً.. وأنا أحترم هذا الفكر وهذا الحلم وتلك الإرادة لدى وزيرة الهجرة والمصريين فى الخارج.. فنحن عشنا سنوات طويلة لا نرى فى أبناء بلدنا خارج مصر إلا مجرد أسماء وأرقام وتحويلات مالية باتت أحد أهم مصادر الدخل القومى.. وجاء الآن وقت تغيير هذه الصورة النمطية.. ولذلك أطلب من نبيلة مكرم الالتفات للرياضة أيضا.
فنحن لدينا عشرات الآلاف من الأطفال والصغار الذين يقيمون مع عائلاتهم فى أوروبا والولايات المتحدة وكندا ومختلف بلدان العالم.. يمارسون كل الألعاب سواء فى مدارسهم وجامعاتهم أو أنديتهم وفق كل القواعد الرياضية الحديثة فنيا وبدنيا وطبيا وغذائيا ونفسيا.. ومن المؤكد أن بين هؤلاء من يستطيع تمثيل مصر رياضياً فى أكثر من لعبة وتحقيق الكثير جدا من البطولات والانتصارات.. ولن يتأخر هؤلاء أو يترددوا بل قد تكون الرياضة هى التى ستربط الأجيال الجديدة بمصر كوطن أم وحقيقى.. ويبقى فقط اقتناع نبيلة مكرم بهذا الاقتراح، وأن تبدأ فى التنسيق مع سامح شكرى، وزير الخارجية، بكل سفارات مصر فى تلك البلدان، وأيضا خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، بمدى استعداد مصر لاستقبال هؤلاء النجوم الصغار.