ظاهرة غريبة وشاذة لا نجدها إلا فى مصر، بلد العجايب، فالغالبية العظمى من العاملين فى وسائل الإعلام، خاصة الصحافة، يسعون لنشر أخبار بعيدة عن الحقيقة، مما يؤدى إلى نشر الفتنة والإثارة بين جماهير الكرة المصرية، وقد هالتنى الحملة الأخيرة المدبرة لإسقاط مجلس الأهلى لغرض فى نفس يعقوب، ومنها صحيفة قومية بعد نشرها خبراً فى الأسبوع الماضى بأن الإدارة المالية للنادى الأهلى طالبت أحد أعضاء مجلس الأهلى برد نصف مليون جنيه حصل عليها من خزينة النادى قبل ستة أشهر لمنحها للاعب عمرو السولية كمقدم عقد قبل إعارته إلى نادى الشعب الإماراتى، مع عدم حصول العضو على إيصال موقع بتسلم المبلغ، ولا أحد يعرف مصير هذا المبلغ حتى الآن! ويبدو واضحا أن كاتب الخبر لا يعلم أن النادى الأهلى مؤسسة كبرى عريقة لديها إدارة مالية وحسابات بنكية بالملايين، وهى خاضعة لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات ووزارة الشباب والرياضة، فكيف تم سحب المبلغ وتسليمه إلى أحد أعضاء مجلس الإدارة؟ ولماذا لم يتم نشر اسم العضو لتأكيد الخبر؟ ورغم مرور نحو عشرة أيام على الواقعة فلم نسمع أو نقرأ أى تدخل أو فتح تحقيق من الجهات المختصة! وبعد أيام قليلة وجهت نفس الصحيفة اتهاما آخر بفشل معسكر إعداد الأهلى الحالى فى الإمارات بسبب سوء التنظيم، رغم أن باقى الصحف أشادت به، بالإضافة إلى الهجوم العنيف على حفل الأهلى الأخير والتركيز على عدم توجيه الدعوة إلى بعض نجوم النادى السابقين، وفى مقدمتهم الحارس عصام الحضرى، بصرف النظر عن خيانته لناديه وهروبه وتوقيعه لأحد الأندية السويسرية، فضلا عن تفسير عدم حضور حمدى والخطيب بسبب مؤازرتهما لمن يطالبون بإقالة مجلس محمود طاهر! دون علم بأن الثنائى قررا اعتزال العمل الإدارى مكتفيين بما حققه مجلسهما السابق من نجاح ساحق وبطولات عديدة وصلت إلى رقم قياسى فى تاريخ القلعة الحمراء.
كل ما سبق يذكرنى ببرنامج «أكاذيب تكشفها حقائق»، الذى كان يقدمه الأستاذ أحمد سعيد على محطة «صوت العرب» الإذاعية، عندما زعم أن الجيش المصرى نجح فى إسقاط 92 طائرة إسرائيلية فى اليوم الأول لحرب 67، وبأن قواتنا المسلحة على أبواب تل أبيب، وبعد أيام معدودة اكتشف الجميع أننا خسرنا الحرب بالضربة القاضية.
** أناشد معالى رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية إصدار قرار وزارى بمنع تدخل جميع المحافظين فى عمليات تجميل المدن وإسنادها إلى لجنة تابعة لوزارة الثقافة، بعد أن تفجرت فضيحتان على التوالى فى الأيام الأخيرة، الأولى عندما تم وضع تمثال قبيح أُطلق عليه «عروس البحر» فى أكبر ميادين مدينة سفاجا، وتكرر نفس المشهد فى مدينة بورسعيد من خلال تمثال أقبح من الأول للملكة كليوباترا، وقد صدق المثل البلدى «إدى العيش لخبازه ولو ياكل تلات تربع»!.