القاعدة القانونية العامة تنص على أن العقد شريعة المتعاقدين مع عدم مخالفة النظام العام والآداب العامة، ويجب على المتعاقدين تنفيذه فى جميع ما اشتمل عليه وطبقا لمضمونه، ويترتب على ذلك أنه لا يجوز نقضه أو تعديله بالإرادة المنفردة، فالنقض والتعديل لا يكون إلا بإرادة الطرفين أو للأسباب التى يقررها القانون، وهو ما ينطبق على رحيل فيريرا من الزمالك، حيث إنه استند على أن عقده بالدولار وليس بالجنيه المصرى وهو مخالف للعقد، والسبب الحقيقى هو التدخل الدائم من رئيس النادى فى الشؤون الفنية من التشكيل أو خطط اللعب، ناهيك عن التهديدات المتكررة بإقالته، والتى وصلت إلى وصفه بالمدرب الفاشل على الهواء فى كل لقاءاته التليفزيونية وتصريحاته الصحفية، بل ووصل الأمر إلى تهديده المستمر بالإقالة قبل وبعد الهزيمة من الأهلى فى كأس السوبر بالإمارات.
رغم إنجازه الكبير وجمعه الفوز بالدورى وكأس مصر بعد سنين طويلة، والأهم أن فيريرا يعلم جيداً تاريخ المدربين الذين تولوا النادى من قبل وتم الاستغناء عنهم واحدا وراء الآخر فى فترة السنوات العشر الأخيرة، وفى المقابل فقد كان فيريرا ذكيا وكتم مشاعره وغيظه، فلم ينتقد أو يحاول رد الإهانات وتحمل الكثير حتى وصل إلى الحل بمساعدة وكيل أعماله ومحاميه بإرسال ثلاثة خطابات بعلم الوصول إلى الزمالك دون رد، وهو خطأ إدارى جسيم، مهدداً بفسخ العقد لتأخر تسديد راتبه، ثم قام بتقديم شكوى إلى الاتحاد الدولى أثبت خلالها أنه لم يتلق راتبه منذ ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى مكافأة الفوز بالكأس المحلية والشرط الجزائى، وعلى العكس ادعى رئيس وأعضاء مجلس إدارة الزمالك بأن راتب المدرب قد تم تحويله إلى حسابه بالبنك بالجنيه المصرى بسبب أزمه الدولار وارتفاع أسعاره، وهو مخالف لنصوص العقد، كما أكد رئيس الأبيض أن فيريرا سافر إلى بلاده دون إذن مسبق، وهو عذر أقبح من ذنب، حتى وصل الأمر إلى وصف المدرب من جانب البعض بـ«الخمورجى» مع اتفاق المجلس على تقديم شكوى مضادة للاتحاد الدولى ضد فيريرا بسبب هروبه.
وأعتقد أن لجنة تظلمات «فيفا» ستفاجأ بسجل مدربى الزمالك الذين أُقيلوا لسبب واحد، وهو التدخل فى الشؤون الفنية وسوء المعاملة، وهو رقم قياسى خلال السنوات العشر الأخيرة، فمن الأجانب البرتغالى فينجادا والألمانى دراجوسلاف والبرازيلى كابرال والألمانى بوكير والبرتغالى كاجودا، ثم الفرنسى هنرى ميشيل والهولندى كرول والألمانى هولمان والسويسرى دى كاستال، ثم هنرى ميشيل للمرة الثانية والثنائى البرتغالى فييرا وباتشيكو، بالإضافة إلى المصريين محمد صلاح ليوم واحد فقط، ثم فاروق جعفر، ثم محمود سعد وحسام حسن وحسن شحاتة وحلمى طولان وميدو، يعنى بالبلدى أن الزمالك لا يعيش له مدرب أجنبى أو حتى مصرى!.