للأسف الشديد مازال مولد سيدى شرم الشيخ مستمرا من أجل تشجيع السياحة بعد سقوط الطائرة الروسية من خلال الزيارات المتكررة من الوزراء والفنانين والرياضيين والإعلاميين ورجال الدين والأئمة والمشايخ فى مسرحية متواضعة لا ترقى إلى الحادث الأليم مع أن البلد لديه الموسيقار العظيم عمر خيرت، الذى باستطاعته المشاركة فى الدعاية للسياحة عالميا بدلا من كل هؤلاء.
وقد جمعتنى صداقة عمر طويل مع عمر خيرت خلال مشواره الطويل مع الموسيقى وصبره وعناده وإصراره على دراسة الموسيقى ليسير على درب عمه المهندس المعمارى أبوبكر خيرت، صاحب أول سيمفونية مصرية، ومؤسس الكونسرفتوار المصرى، وكان طريقه صعبا فى البداية حتى أسس مع أصدقاء، منهم عزت أبوعوف والراحل عمر خورشيد، فرقة موسيقية للأغانى الغربية أطلق عليها «لابيتى شاه»، وفى نفس الوقت التحق بمعهد الكونسرفتوار وتتلمذ على يد أستاذ البيانو الإيطالى كارو، ومن بعده التحق بدراسة التأليف الموسيقى فى كلية «ترينتى» بلندن، وبعد عودته إلى مصر لقى العديد من المشاكل تغلب عليها بالصبر والثقة فى النفس، حتى اختارته الفنانة الراحلة فاتن حمامة لكتابة الموسيقى التصويرية لفيلم «ليلة القبض على فاطمة»، وهى الخطوة الأولى فى تاريخه الطويل حتى وصلت موسيقاه إلى نحو 140 فيلما سينمائيا ومسلسلا تليفزيونيا، بالإضافة إلى نحو عشرين شريطا وأسطوانات مدمجة وأكثر من أغنية وطنية وعاطفية، ثم ذاعت شهرته ليس محليا فقط بل أقام العديد من الحفلات فى مناسبات عربية وأوروبية وعالمية، منها الاحتفال بالعيد القومى لإيطاليا وعمان، وشارك فى مهرجانات جرش وقرطاج السينمائى وافتتاح دورة الألعاب الآسيوية بقطر والدورة العربية بالقاهرة، كما شارك فى احتفال انتقال رئاسة الاتحاد الأوروبى من فرنسا إلى سلوفينيا، بالإضافة إلى الاحتفالات المصرية وآخرها افتتاح قناة السويس الجديدة.
لكل ما سبق أرجو من معالى وزير السياحة أن يعى أن الموقف السياحى يمر بأزمة حقيقية والمشكلة ليست محلية بل دولية، وكان من واجبه أن يستغل مكاتب السياحة والسفارات الخارجية فى ترتيب حفلات فى الدول الأوروبية، خاصة روسيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، يشارك فيها عمر خيرت وأوركسترا الأوبرا السيمفونى، على أن يقام معرض مصغر للآثار المصرية على هامش الحفلات التى تتم من خلال مشاركة الشركات الكبرى والمستثمرين الأوروبيين والمصريين ومصر للطيران، على ألا تكون للكسب المادى بل المعنوى، وأعتقد أن هذه الحفلات ستظهر عظمة الثقافة المصرية القديمة والحديثة، يعنى بالبلدى المنتج الوحيد اللى نقدر نصدره للعالم هو الفن والثقافة.