x

ياسر أيوب لا تلعبوا فى شرم الشيخ ياسر أيوب الأحد 08-11-2015 21:10


مع احترامى الكامل لكل أصحاب الآراء والنوايا الطيبة والصادقة بشأن الدفاع عن مصر وصورتها وسيرتها أمام أى هجوم واتهام وشكوك وشائعات.. إلا أننى فقط أطالب الجميع بالهدوء وعدم الانفعال وعدم التعجل فى أى تحركات أو مبادرات.. وهناك الآن دعوة تحظى باهتمام متزايد وتأييد أطراف كثيرة بإقامة أسبوعين من مباريات دورى كرة القدم فى شرم الشيخ، دعماً للسياحة وتضامناً مع المدينة الجميلة

.. وهى بالتأكيد دعوة تستحق التصفيق واحترام كل دوافعها النبيلة، لكننى فقط أطالب أصحابها ببعض التمهل والتفكير قبل هذا الاندفاع.. فالمشكلة التى نواجهها الآن، أو الاتهام الموجه لنا، تخص تأمين مطاراتنا وليس السياحة الممثلة فى الفنادق والشوارع والشواطئ.. وبالتالى لا كرة القدم ومبارياتها أو كل تلك الدعاوى والمطالب بتشجيع السياحة الداخلية هى الحل لتلك المشكلة.. إنما الحل فى داخل مطاراتنا وضرورة إعادة الانضباط لها شكلا ومضمونا، بداية من العمال الذين يحملون الحقائب أو السائقين الذين يطاردون الركاب حتى الجنود والضباط الذين يراقبون الحقائب والجوازات.. ولابد أن نعترف دون أى عناد أو مكابرة بأن لدينا الكثير من مظاهر الفوضى والإهمال والفساد أحياناً داخل كل مطار فى بلادنا.. وعلى سبيل المثال يبقى اعتراض رجال أمن القاهرة على سفر نجم الأهلى ماليك إيفونا وهو يحمل ثلاثين ألف دولار فى حين أن المسموح به فقط هو عشرة آلاف دولار خبرا أهم كثيرا من عشر مباريات كرة تقام هناك فى شرم الشيخ.. لأنه يعنى بوضوح أن هناك أمنا وتفتيشا ومراقبة.. كما أنه ليست هناك ضرورة لمثل هذا الهلع الذى أصاب الكثيرين منا فبدأوا يدعون لنقل بطولات ودورات الرياضة ومجالات أخرى إلى شرم الشيخ.. وبصورة وإلحاح وصراخ كأننا نود أن نلفت انتباه العالم إلى أن لدينا مشكلة أو كارثة.. والتفكير الصحيح الهادئ يقتضى الظهور بالمظهر الطبيعى الآمن والمعتاد حتى إن كانت هناك تحت السطح ألف مشكلة.. وإلا أصبحنا بمنتهى الطيبة أو السذاجة والحماقة أحيانا كأننا نحن الذين نطالب أى سائح بالتفكير ألف مرة قبل أن يحاول القدوم إلينا..

فإن كانت لدينا مشكلة فى طريقها للحل مع قرار إنجليزى وآخر روسى فلابد ألا ننسى أن لدينا فى نفس الوقت سائحين كثيرين لا يزالون يأتون من ألمانيا وإيطاليا.. ولن يأتوا مستقبلا إن شهدت مصر انفجارا إعلاميا ودعائيا بأن هناك كارثة فى مصر وتهديدات ومخاوف وحروبا ومؤامرات.. وفى حوادث كثيرة سابقة كنا فى مصر أشبه بالدبة التى تقتل صاحبها وهى تظن بأنها تحميه.. وستقتلنا بالفعل كثرة أحاديثنا وصرخاتنا عن العالم الذى ضدنا والإرهاب والمؤامرات.. فمواجهة ذلك كله ينبغى أن تدور فى مجالاتها الطبيعية بعيداً عن الأضواء والصراخ الإعلامى، بينما يبقى السطح هادئا وجميلا وآمنا ليس فيه إلا الحفلات والحكايات.. فمن الممكن إقامة مباراة ودية دولية هامة فى شرم الشيخ مع روسيا تضامناً مع ضحاياها أو يلعب الأهلى أو الزمالك مع أى نادٍ إنجليزى شهير، لكن بعيداً عن هلع وفزع نقل الدورى العام إلى شرم الشيخ.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية