قال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن «الموقف الخليجي، خاصة الكويتى الداعم لمصر عقب ثورة 30 يونيو، موقف عظيم جدا، ولا يمكن لنا كمصريين أن ننسى ذلك، لأنه في وقت الأزمة ظهر الموقف الخليجي الواضح لإنقاذ مصر، مؤكدا أن إنقاذ مصر هو إنقاذ للاستقرار العربي ككل».
وأعرب «موسى»، في حوار له مع صحيفة الأنباء الكويتية نشرته في عددها الصادر، صباح الخميس، عن سعادته بمسار الانتخابات البرلمانية فى مصر، وتنفيذ الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق التي توافق عليها الشعب المصري، لافتا إلى أن انتخاب البرلمان وافتتاح جلساته وبدء عمله، خطوة إيجابية في الطريق نحو المستقبل.
وعن رئيس البرلمان المصرى القادم، قال «موسى»، في حواره مع الصحيفة على هامش زيارته الحالية للكويت للمشاركة في اجتماع مجلس العلاقات العربية والدولية وتأبين وزير الخارجية السعودي، الراحل الأمير سعود الفيصل، إن «البرلمان المصري لم يكتمل انتخابه بعد حتى نتحدث عن انتخاب رئيسه، وما يثار هو كلام في الإعلام فقط».
وعن تطورات الموقف فى المنطقة، قال «موسى»: إن «المنطقة في خطر كبير، والأجواء الإقليمية مضطربة بشدة، حيث المأساة في سوريا والوضع في العراق وتأثر لبنان بكل هذا، بالإضافة الى اليمن وليبيا والإرهاب في كل مكان، وما يتوقع من محاولات بعض الدول إعادة تقسيم خريطة الشرق الأوسط، فهذا كله يجعل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار، ولابد أن نعمل كدول عربية ودول المنطقة على وضع تصور لما نراه الأصلح بالنسبة لمستقبل هذه المنطقة».
وأضاف: «يجب ألا يترك الأمر في أيدي القوى الكبرى أو الأجنبية، فنحن لا نريد أن نستعيد مرة أخرى ذكريات زمن كانت فيه الدول الكبرى والدول القوية والدول الغربية ترسم مصائر الشعوب، فنحن في القرن الـ 21، وأنا اعتقد أن هذا لا يمكن أن يتكرر».
وأشار «موسى» إلى أن الحل في سوريا يكمن في التوافق على أساس ما رسمه مؤتمر «جنيف الأول»، وأنه من الضروري أن يقرره ويضمنه مجلس الأمن، وكلمة الحل في حد ذاتها جيدة، ولكنني أخشى أن نقع في «فخ آخر»، وهو أن الدول الغربية والدول الكبرى تريد إدارة الأزمة وليس حلها، مثل القضية الفلسطينية من مؤتمرات رباعية وخماسية والتنافس بين الدول على حضور الاجتماعات وتشكيل اللجان، فهذا يجب أن نحذر منه، لأن الدول الكبرى برعت في إدارة الأزمة وفشلت في حل أي أزمة.
وتابع: «لا نتوقع حل الملف السوري أو القضية الفلسطينية، وفق هذا التفكير الغربي أو الدولي، ولا أتوقع على الأقل في المستقبل المنظور حتى لا أكون متشائما».
ووصف «موسى» العلاقات «المصرية ـ التركية» بأنها في أزمة، ومازالت مسببات الأزمة قائمة، وأخطر ما فيها هو التدخل في الشئون الداخلية لمصر فهذا غير مقبول، فنحن في مصر نفعل ما نقرره طبقا لتوافق الرأي المصري، وليس لأحد الحق أن يتدخل في شأننا.
وعن المخاوف الخليجية من إيران، قال «موسى»: «المنطقة في خطر كبير وفي حالة عدم استقرار، وهناك ما يهدد كل دول المنطقة، فكما ترون في سوريا مدى الوجود الإيراني، وسياسيات دول كثيرة أصبحت الآن واضحة».
وأضاف: «الأمر لا يتعلق الآن بشأن واحد وإنما بفوضى كبيرة، والضعف العربي (يغري) غير العرب بأن يتدخلوا في شئونهم، ويجبروهم على التوجه إلى هذا الاتجاه أو ذلك، ونحن على وشك أن نتحدث الآن عن وضع إقليمي أو نظام اقليمي جديد»، مضيفا: «المهم أن يكون هذا النظام الإقليمي قائما على التفاؤل والبناء والتنمية وليس على التدخل والحرب والصدام، وهذا ما يجب أن يكون عليه التوجه الإقليمي لكل دول المنطقة عربية كانت أو غير عربية».
وعن الوضع في ليبيا، أكد «موسى» أن مصر تستطيع أن تحمي حدودها وتدافع عن نفسها، ولكن بالفعل الوضع في ليبيا خطير ومهدد للاستقرار في منطقة شمال أفريقيا، وهو ما يعد تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط ككل، وما يجعل الوضع كله يتصف بالخطورة.