x

ياسر أيوب أزمة الإسكواش التى ستدفع ثمنها مصر ياسر أيوب الأربعاء 02-12-2015 21:41


لا أحد فى هذا العالم الكبير خارج مصر سيقرأ أو يهتم بما أكتبه هنا ويكتبه كل زملائى فوق أوراق الصحافة المصرية أو بكل ما يقال عبر شاشاتنا.. لكن سيعرف هذا العالم أن هناك ست دول قررت عدم المشاركة فى بطولة العالم للإسكواش التى تستضيفها مصر وتبدأ فى الثانى عشر من ديسمبر الحالى.. إنجلترا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وفنلندا.. وقال مسؤولو اللعبة فى هذه البلدان إنهم يخشون إرسال منتخباتهم إلى مصر خوفاً على حياة وسلامة لاعبيهم ونجومهم.. وأنت هنا بالطبع فى بيتك أو مكتبك أو ناديك ستشعر بسخف هذا الكلام وزيف تلك الاتهامات، حيث القاهرة مدينة آمنة لا يتقاتل أهلها فى شوارعها وميادينها ولا يجرى فيها توزيع القنابل مع الخبز والورود.. لكن واضح أن العالم حولنا لا يعرف أو لا يريد أن يعرف ذلك..

وهكذا أصبحنا وسط أزمة رياضية وإعلامية مزعجة ومقلقة وموجعة أيضا.. أزمة حتى لو لم نعترف نحن بها هنا فى مصر وبقى وزير رياضتنا يقسم بأن مصر آمنة، وبقى رئيس اتحادنا يؤكد أن البطولة ستقام حتى لو انسحب الجميع وبقيت أنا وزملائى نخاطب بعضنا البعض ونسخر ونرفض هذا العالم الذى يحاربنا ويتآمر علينا.. فنحن طول الوقت لا نخاطب إلا أنفسنا ولا نواجه أزماتنا إلا بتلك الحلول القديمة والمفردات والتفاسير القديمة أيضا..

وجاء الوقت الذى أصبحنا فيه كلنا مضطرين لتغيير جذرى فى أفكارنا وحلولنا ومنهج التعامل مع أى أزمة.. والخطوة الأولى هى الاعتراف بأن هناك أزمة.. فهناك فى هذا العالم من لا يعرف لعبة الإسكواش أو يحبها ويتابع أخبارها لكنه الآن يعرف أن هناك بطولة عالم فى مصر انسحب منها كل الكبار لأن مصر ليست آمنة.. وهذا يعنى الكثير جدا سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وسياحيا ورياضيا بالتأكيد.. ولا يمكن التعامل مع ذلك بأى استهتار أو الاكتفاء بالرد على اتهامات هذا العالم بصراخ أو رقص على شاشة محلية أو فرش الملاءة لهذا العالم على صفحات فيسبوك.. إنما هى لحظة المواجهة والمكاشفة وتحولنا الضرورى لمجتمع يجيد التفكير والرد والحرب..

لحظة التأكد تماما أنه لا فواصل هناك بين السياسة والرياضة.. لحظة المطالبة بتعديل اهتمامات وشواغل وزارة الخارجية فى بلادنا وسفاراتها مع إعدام كيان مريض اسمه هيئة الاستعلامات.. لحظة التأكد من أننا لا نملك أى صوت لنا خارج حدودنا وأن مدينة الإنتاج الإعلامى، بكل نجومها وشاشاتها وإمكاناتها، لا تصل إلى أى شارع وبيت ومكتب فى عالم لا يعرفنا أو يفهمنا أو يحترم أسلوبنا الأهوج والزاعق والمنفعل بشكل يثير السخرية.. لحظة أن ننتبه كلنا ونجلس معاً نبحث بصدق واحترام كيف سنواجه ذلك.. هل سنقيم البطولة رغم ذلك ليبقى العالم يتحدث طول الوقت عن اعتذار الكبار وغيابهم عنها..

هل سنطالب الاتحاد الدولى للإسكواش بعقوبات ضد المنسحبين أم أن صداقتنا بمسؤولى هذا الاتحاد تقتصر فقط على دعوتهم للفسحة فى مصر بين الحين والآخر ولا نجدهم حين تواجهنا أى أزمة أو مشكلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية