بانتهاء الانتخابات، اليوم، تنتهى المرحلة الانتقالية بكل ما فيها من قلق، وارتباك، وإرهاب.. نستطيع أن نقول لها: وداعاً.. مصر من اليوم حاجة تانية، بعد أن أنجزت آخر استحقاقات «خارطة الطريق».. ستكون عندنا مؤسسات، ولن يكون هناك غمز أو لمز، بأن سلطة التشريع فى «يد الرئيس».. الإخوان حاولوا إبقاء المشهد عند هذا الحد فقط.. كما حاولوا عرقلة «خطوة البرلمان»، لنبقى فى «المربع صفر»!
سنقول وداعاً للفوضى والفوضويين، وسنتجه فقط لبناء مصر.. وسنمضى نحو أهدافنا بخطى ثابتة، رئيساً وحكومة وبرلماناً وشعباً.. لن يعطلنا إرهاب، ولن يعطلنا أحد مهما كان.. فقد عبرنا رغم مئات الشهداء، وآلاف الجرحى والمصابين.. لم ننهزم، ولن ننهزم.. فقد حاولوا أن يبثُّوا الخوف، ولكن لم يخف أحد.. أجرينا الانتخابات فى ربوع مصر بإشراف قضائى كامل، ولم يعتذر القضاة فى لجان الشهداء(!)
المفاجأة أن القضاة تسابقوا على الإشراف فى لجان سيناء.. ولك أن تتخيل أن نادى القضاة تلقى مئات الطلبات للإشراف على لجان سيناء.. لم يحدث اعتذار واحد حتى فى العريش، رغم أن بعضهم شاهد الموت بعينيه.. هؤلاء هم قضاة مصر.. هؤلاء هم رجال مصر.. الجيش المصرى رجال.. القضاة المصريون رجال.. الشعب المصرى رجال.. كل الشعب «جنود» وقت المحنة.. وكل الشعب «رجال» وقت الأزمة!
التجربة المصرية سوف تُدرّس.. كيف قهرنا الخوف؟.. أجرينا عدة انتخابات تحت الإرهاب.. لا تراجعنا فى الرئاسة ولا تخاذلنا فى البرلمان باسم الإرهاب.. ودعنا الخوف.. وكان من الممكن أن نستغل الحرب على الإرهاب، فى تعطيل الديمقراطية.. وكان من الممكن أن نستغلها فى تعطيل المدارس.. كان من الممكن أن نتذرع بالقوانين الاستثنائية والطوارئ والأحكام العرفية.. لكننا لم نفعل ولن نفعل بأى حال!
تستطيع أن تنظر ماذا جرى فى باريس؟.. هل رأيت كيف تحولت «مدينة النور» إلى «مدينة أشباح»؟.. حدث هذا بعد هجمات باريس.. مصر لم ترتعد رغم كل ما عاشته من هجمات إرهابية.. كانت تنفض الغبار عنها، وتقوم فى اليوم التالى، تستنهض همم الرجال.. لا فرضت الطوارئ، ولا حولت عواصم المحافظات إلى مدن أشباح.. مع ذلك كان هناك من يتحدث عن مصر، ولا يرى غيرها.. فلماذا؟.. لأنها مصر(!)
قل ما شئت فى الانتخابات البرلمانية، من حيث نسبة التصويت، لكن لن تستطيع أن تتحدث عن التزوير، أو تدخلات الأمن فى الماراثون.. لن تتحدث عن تلاعب فى الصناديق كما كان.. هكذا قررنا أن نبنى ديمقراطية مصر، بطريقة مختلفة.. اقتصر دور الجيش والشرطة على تأمين اللجان والقضاة والمرشحين والناخبين فقط.. بعد ذلك كل من دخل الانتخابات فهو وطنى، يريد التغيير السلمى بالصندوق لا بالسلاح!
واليوم تنتهى منافسات الجولة الثانية من المرحلة الثانية.. هناك ٤٢٦ مرشحاً يتنافسون على ٢١٣ مقعدا فردياً فى ٩٩ دائرة.. لا شأن لنا بمن يربح ومن يخسر.. كلهم وطنيون.. أرادوا أن يساهموا فى بناء مصر عبر الانتخابات.. لا أحد اكتفى بالفرجة، والتريقة، والمسخرة.. كانوا يريدون أن يقولوا للمرحلة الانتقالية: باى باى!