x

ياسر أيوب أخيرا فازت مصر والجزائر معا ياسر أيوب الإثنين 30-11-2015 21:05


لم تسفر مباراة مصر والجزائر أول أمس ضمن مباريات كأس أمم أفريقيا للشباب عن نتيجة واحدة عرفها الجميع هى التعادل بهدف واحد لكل منتخب.. إنما هناك نتيجة أخرى أهم وأجمل لتلك المباراة هى الفوز الكبير بثلاثة أهداف على ذلك الفريق الذى حاول من جديد تخريب العلاقات المصرية الجزائرية.. فريق يضم قليلين جدا منهم صحفيون جزائريون أو ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعى فى الجزائر ومصر أيضا حاولوا طيلة الأيام الماضية إشعال فتيل حرب إعلامية وكروية جديدة بين مصر والجزائر.. واجتهدوا طيلة الأيام القليلة التى سبقت مباراة المنتخبين أول أمس على أمل استفزاز الجميع وجر كل الأصوات والأقلام والألسنة والأصابع لميدان تلك الحرب المشتهاة على أمل تكرار مأساة 2009.

وشجعهم وقربهم من تحقيق أهدافهم تلك المشاحنات التى أعقبت إحدى الحلقات الأخيرة لبرنامج ستار أكاديمى وتخيلوا أن نهاية الود والوفاق والاحترام المتبادل ستكون مباراة أول أمس.. إلا أن كل تلك المحاولات والاجتهادات فشلت تماما وخسر أصحابها كل الرهانات بل وخرجت مصر والجزائر من تلك المباراة معا فائزين بثلاثة أهداف.. الهدف الأول أحرزه الإعلام الجزائرى الراقى والرصين الذى لم تنجح صحيفة صغيرة تهوى الإثارة لجرجرته لمعركة جديدة مع مصر وبقى إعلاما يجيد التفرقة بين كرة القدم وجنونها وإثارتها وثوابت شعوب وعلاقات أوطان ستبقى أكبر وأهم من أى انفعال أو شحن أو تآمر أهوج ومصالح شخصية رخيصة.. والهدف الثانى أحرزه الإعلام المصرى الذى لم يلتفت لكل الصغائر التى كان الهدف منها إشعال فتنة الكراهية والعداء من جديد.

فلم تكن هناك أى ردود وإشارات من إعلام مصرى رياضى أو سياسى على هؤلاء القليلين الذين سخروا من مصر وأهلها ولعبها وإعلامها.. وكان من الواضح أن الإعلام المصرى استوعب تماما دروس ما جرى فى الماضى ولم يعد يقبل حماقة وسذاجة أن يصبح لعبة يلهو بها بعض الصبية هناك أو هنا.. أما الهدف الثالث فكان للصديق نذير العرباوى.. السفير الجزائرى فى القاهرة.. الذى منذ تسلم عمله هنا وهو يسعى لفتح أبواب عقول مصر وقلوبها أمام كل ما هو جزائرى جميل وراق ومتحضر وأنيق.. فهذا الرجل الجزائرى الفخور ببلاده الجميلة القوية والعاشق لكل ما هو مصرى.. نجح تماما بمنتهى الهدوء ودون أى صخب أو صراخ فى ترميم كل الجسور بين البلدين التى كانت مقطوعة أو باقية مسكونة بالمخاوف والشكوك.. وبهذه الأهداف الثلاثة انتصرت الجزائر وانتصرت مصر أيضا.. وكان هذا الانتصار السياسى والإعلامى اهم وأجمل من التعادل فى ملعب الكرة.. حتى لو كان الكثيرون هنا فى مصر غاضبين من النتيجة ومن حسام البدرى وكثير من لاعبى المنتخب الأوليمبى الذى يحلم الكثيرون هنا بتأهله عقب هذه البطولة لدورة ريو دى جانيرو الأوليمبية العام المقبل.. لكن كرة القدم مهما كانت نتائجها وأحلامها لا يمكن أن تكون أغلى من أى مكاسب ومصالح إنسانية وسياسية والمحافظة على صداقة واحترام بلدان سبق لمصر أن ساندتها كثيرا وهى أيضا سبق لها أن قدمت الكثير لمصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية