يخوض منتخبنا القومى الكروى اليوم مباراة العودة أمام تشاد فى بداية مشوار تصفيات كأس العالم 2018 فى روسيا.. ولابد لمنتخبنا من تسجيل هدفين اليوم لتعويض نتيجة مباراة الذهاب التى خسرها المنتخب هناك فى تشاد يوم السبت الماضى رغم الاهتمام والطائرة الخاصة والمشرف الجديد ومدير جديد للمنتخب وأربعة من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة كانوا هناك مرة واحدة ليس للفسحة وإنما بقصد الاحتفال بانتصار لم يتحقق للأسف الشديد..
وأتمنى فوز منتخبنا اليوم وأتوقعه لكن ليس باستطاعتى التأكيد بأنه لا تراودنى أى شكوك فى فوز منتخبنا ومواصلة مشوار التصفيات.. فكرة القدم لا تعرف مثل هذا التأكيد أو الثقة المطلقة.. كما أن تاريخنا مع المونديال حافل بمثل هذه المفاجآت والصدمات حيث لا نخرج غالباً من التصفيات إلا مع من لا نتوقع أبدا الهزيمة أمامهم.. لأننا لا نهتم إلا بالعناوين والأسماء الكبيرة وننسى أن هذا العالم كله فى النهاية هو مجرد كومة من الأشياء الصغيرة جدا..
وليس هذا هو حالنا الكروى فقط إنما هو حالنا السياسى والاقتصادى أيضا.. فنحن نتخيل منتهى النجاح هو صداقة الدول الكبرى فقط وننسى أن الدول الصغيرة المتناثرة هنا وهناك قد تكون هى فرصتنا الحقيقية لنجد يوماً ما مكاناً وسط الكبار.. ونفتش دوما عن المشروعات الكبيرة العملاقة ونغنى ونرقص لها مع أن كل النجاحات الاقتصادية الكبرى خلال العشرين عاما الماضية فى العالم كله كانت آلاف المشروعات الصغيرة بل ومتناهية الصغر مثلما جرى فى الصين والشرق الآسيوى..
وحتى لا أتجنى على أى أحد أو أظلمه.. فلابد من توضيح أنه قد لا يناسبنا الالتفات إلى هذه الأشياء الصغيرة لأنها تتطلب التركيز والحرص وإجادة التخطيط والترتيب والتنسيق وكل تلك الأمور التى لا نعرفها وربما لا نحبها أيضا.. فعلى سبيل المثال اخترنا أن يلعب المنتخب اليوم فى الإسكندرية بالتحديد التى بدأت تستقبل نوة المكنسة برياحها وأمطارها.. ومنذ يومين نجتهد لتغطية أرض ملعب برج العرب بالمشمع لنحافظ عليه ويبقى صالحاً للعب.. وتعامل مسؤولو الجبلاية كما لو أنهم فوجئوا بهذه النوة المعروف موعدها فى هذا الوقت كل سنة..
فغالبا ليس هناك فى الجبلاية من ينتمى للإسكندرية ويعرف مواعيد هذه النوات المزعجة.. أو ربما كانوا يعرفون ويتوقعون هذه النوة فقرروا اللعب تحت المطر باعتباره فرصة أو ميزة للمصريين وهم يلعبون أمام تشاد.. فكلنا نعرف بالتأكيد أن اللاعب المصرى لا يجيد ويبدع إلا فوق الأرض المبللة باعتبارنا من البلدان الممطرة طول العام.. كما أن اختيار الإسكندرية بالتحديد لهذه المباراة فى وقت نوة المكنسة قد يعنى الذكاء الحاد فى الجبلاية حيث كانت الضغوط الإعلامية بضرورة عودة الجمهور لتشجيع المنتخب فاختارت الجبلاية مكانا وموعدا مناسبين لتعذيب كل من يفكر أو يريد تشجيع منتخب مصر.. وقد يكون هناك داخل اتحاد الكرة من يحبون النجم الكبير مجدى عبدالغنى لدرجة أنهم لا يريدون أن تتأهل مصر لأى مونديال جديد حتى يبقى هدف مجدى عبدالغنى فى هولندا هو آخر أهدافنا المونديالية.