بات من الواضح، بل من المؤكد أن انتخابات اتحاد الكرة المقبلة سوف تكون بين مرشحين من القنوات الفضائية المختلفة، أصبح وجود عضو مجلس إدارة فى اتحاد الجبلاية أمرا ضروريا لكل قناة، لكى يستطيع ممثلها فى مجلس الإدارة تمرير وتسهيل وجود قناته فى أجندة نشاط الاتحاد.
للأسف الشديد هذه ظاهرة جديدة علينا، ابتدعها بعض المنتفعين الجدد فى القنوات الفضائية.
مر علينا كثير من أعضاء مجلس الإدارة يعملون فى الإعلام، ولكن لم يتدخلوا ليعطوا مميزات للقنوات التى يعملون بها، ولم تطغ مصلحة عملهم الإعلامى على مصلحة اتحاد الكرة والأندية والجماهير المصرية، كابتن أحمد شوبير، كابتن مجدى عبدالغنى، كابتن أيمن يونس وغيرهم كانوا أعضاء مجلس إدارة فى الاتحاد، بل إن الكابتن شوبير كان نائباً للرئيس، لم نر منهم جميعاً ما نراه هذه الأيام. كانوا حريصين على عملهم لأنه مصدر دخلهم الدائم، ولكن لم ينسوا يوماً مسؤولية وجودهم فى اتحاد الكرة، رغم أنه عمل تطوعى، لكن لم يطوعوه يوماً لخدمة مصالحهم الخاصة أو خدمة القنوات التى يعملون بها.
كلنا نتفق على أن سلوكيات المصريين تغيرت، وظهرت بعض السلوكيات السيئة فى الفترة الأخيرة، ولكن لم نكن نتخيل أنها سوف تتسرب إلى المجال الرياضى، خاصة إلى مجال الإعلام، ممن يتشدقون بالمثل والمبادئ، والمحافظة على الحقوق، وهم لا يرون غير مصالحهم الشخصية التى يصرون على اقتناصها بحق أو بدون وجه حق.
وأطلق إعلامى رياضى لديه أعداد كبيرة من المشاهدين على أحد هؤلاء المتسربين لقب اللص الصغير. وللأسف لم يتعظ هذا الصغير من الدرس، بل أصر على انتزاع ما ليس حقاً له أو لقناته، اعتماداً على منصبه، ولا مانع من ضياع الملايين على الراعى أو الاتحاد من الغرامات التى توقع إرضاء لعيونه، فهو الصغير المدلل.
من المؤكد أن هذا الشبل نسى كيف دخل إلى مجلس إدارة الجبلاية، كل مؤهلاته أن أحد أقاربه قامة كبيرة فى كرة القدم المصرية، وكفله، واحتراماً لهذا الكبير، تم مساعدة الشبل ليكون فى مجلس إدارة الجبلاية.
كان من الذكاء بحيث لم يفطن أحد أنه حرص على التواجد فى مجلس الجبلاية بتعليمات من أصحاب العمل، ولا عليه إلا أن يتلقى التعليمات ويتفانى فى تنفيذها، فهو الموظف المطيع.
وللأسف بدأ يقتنع أنه خبير كروى، ومؤهل ليدير استديو تحليلى، ولم لا؟ أصحاب التاكسى الفضائى موافقون على ذلك. عمله طيلة عدة سنين، لم يترك بصمة عند المشاهدين، اللهم إلا أنه تسبب فى خروج رئيس ناد كبير عن شعوره، مما جعل رئيس النادى يطلق الكثير من الردود العنيفة، ولم يستطع الشبل أن يرد، أو يوقف المتحدث لأنه مخطئ ولقلة خبرته.
والغريب أنه يتحدث عن الإعلام والإعلاميين، فى حين أن الجميع يعلمون أنه لم يتلق حتى حصة خمس دقائق فى الإعلام، إلا إذا كانت المعاهد المتوسطة تعطى دروساً فى الإعلام. ولأن المبادئ ليست فى قاموسه، فإنه ومن المؤكد أن ذلك بناء على تعليمات رؤسائه، فإنه يستعد للانتخابات المقبلة القريبة ويحاول التقرب من أحد المرشحين الأقوياء على الرئاسة، رغم أن منافس هذا المرشح هو قريب الشبل الذى كان السبب الرئيسى فى دخوله الانتخابات. ولكن لا مانع فى الوقت الحالى من اللعب على جميع الحبال، والاستفادة من التقرب إلى الكل، والأكل على جميع الموائد، ونقل الأحداث بين الطرفين حتى يكسب ثقة الجميع.
كنت أتمنى ألا أكتب فى أمور خاصة، ولكن ربما تكون رسالة توقظ ضمائر من نامت ضمائرهم، لكى يروا أن المصلحة الخاصة يجب أن تنحى جانباً حينما تتطلب المصلحة العامة ذلك.