x

صلاح الغزالي حرب إنى أحذر! صلاح الغزالي حرب السبت 28-11-2015 21:04


أعتقد أنها من المرات النادرة فى حياتى التى أشعر فيها بهذا الخليط المخيف من أحاسيس الخوف، والقلق، والحزن، والغضب، والرغبة فى الاعتزال.. وهذا الإحساس نابع أساساً من حالة الضبابية والسيولة التى تغلف المشهد المصرى هذه الأيام والتى تحتاج وبأسرع ما يمكن إلى أقصى درجات الوضوح، والشفافية، والحزم، والحسم.. لوضع الأمور فى نصابها الصحيح.

وقد كان دافعى المباشر للكتابة مقالاً منشوراً على صفحة كاملة فى إحدى الصحف اليومية منذ أيام، وصف فيه كاتبه خطاب الرئيس السيسى الأخير بأنه الأسوأ على الإطلاق!! ثم أخذ يحلل فى ضوء الخطاب ما سماه طريقة تفكير ومنهج وشخصية الرئيس والتى كانت - للغرابة - مليئة بكل الموبقات، وعلى سبيل المثال.. استهزاؤه بعبارة «لازم نستدعى دائماً أننا فى حرب».. والاستخفاف بنداء «لا تختلفوا» الموجه للمصريين، وعدم فهم الرئيس لدوره كرئيس للدولة وليس للوزراء.. والعودة للحديث عن زيادة النسل مثل مبارك!! وعدم إدراكه لمعاناة المصريين، وغير ذلك كثير من المغالطات غير الموضوعية.. ولكنها بالطبع تظل رأياً لصاحبها، بلا منازع له فى رأيه. ولكن المشكلة تكمن فى أن هذا المقال يتكرر بصور مختلفة فى هذه الأيام سواء فى وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعى، مما يتطلب منا جميعاً كمصريين وقفة حازمة لمراجعة النفس ووضع النقاط على الحروف لكى لا يختلط الحق بالباطل، ودعونا نتفق بداية على مجموعة من الحقائق الناصعة على أرض الواقع..

أولاً: الرئيس السيسى هو أول رئيس مصرى منتخب فى تاريخ مصر الحديث بأغلبية طاغية.. وقد تم ذلك بناءً على رغبة الغالبية العظمى من المصريين التى طالبته بتحمل المسؤولية، كما أننى لا أتصور خلافاً حول وطنية الرجل، ونزاهته، ورغبته فى الإصلاح.. كما يجب أن نقدر من ناحية أخرى أنه وبحكم تاريخه الوظيفى لم يمارس السياسة وليس له صلة وثيقة برجالها فى مجال عمله، حيث تربى فى أحضان مؤسسة تعتمد على الانضباط، والالتزام، والولاء.. والحسم.. ومن ثم يمكن أن نتفهم ونقدر أهمية المطالبة بضرورة وجود مجموعة من السياسيين والمفكرين المصريين الشرفاء حوله فى هذه الفترة العصيبة.

ثانياً: ما تم إنجازه فى العام ونصف من الحكم هو إنجاز معجز بكل المقاييس.. ولا سبيل لإنكاره.

ثالثاً: أثبتت تقارير استطلاع الرأى أن الغالبية العظمى من المصريين على ولائها، وحبها، وتقديرها للرئيس.. على الرغم من المعاناة فى الحياة اليومية، والسبب واضح وهو الوعى الحضارى الضارب فى أعماق المصريين، وقدرتهم على التمييز بين المخلص، والمنافق.

رابعاً: الفساد والإهمال يضربان فى الكثير من مؤسساتنا خاصة فى الأجهزة المحلية، كما أن نظامنا الإدارى يعانى من الترهل والتخلف، بالإضافة إلى ترسانة القوانين البالية التى تعوق كل محاولة جادة للإصلاح.. كل هذه أمراض مزمنة سوف تحتاج إلى وقت لعلاجها ولكنها بالتأكيد تحتاج إلى وقفة صادقة مع النفس.

وارتكازاً على هذه الحقائق ومن أجل قطع الطريق أمام المزايدين من بقايا الاحتلال الإخوانى الأسود، ومعهم بقايا المنافقين رجال كل العصور والراقصون على الحبال وبعض الشباب المغرر بهم، أطالب الرئيس بما يلى:

1- الدعوة - الآن وليس غداً - إلى مؤتمرات قومية متخصصة من أجل إصلاح التعليم، والصحة والزراعة والسياحة والنظام الإدارى للدولة، مع ضرورة مشاركة كل المصريين المتخصصين فى هذه المجالات فى الداخل والخارج، مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية إذا لزم الأمر، مع وضع برنامج تنفيذى محدد ومعلن.

2- قطع الطريق على المزايدين بسرعة الإفراج عن كل المحبوسين من الشباب الذين أخطأوا فى حق وطنهم، مع العمل على تأهيلهم نفسياً وثقافياً وسياسياً لكى ينخرطوا فى عملية بناء مصر الحديثة، مع ضرورة مراجعة وزارة الداخلية فى سياستها فى التعامل مع المواطنين وإغلاق ملف ما يسمى بالغياب القسرى، والتعذيب.

3- سرعة إصدار قانون الإعلام، وكذلك نقابة الإعلاميين من أجل وضع حد للتدهور والتسيب الذى ساد هذا القطاع.

4- التأكيد فى كل وقت على أننا بالفعل فى معركة وهى معركة شرسة مع أعداء الداخل والخارج، وهى بالفعل معركة مصير ومعركة وجود. وبعد.. إننى أشم رائحة الغدر والخيانة والتربص من هؤلاء الأعداء.. ومن أجل ذلك كتبت هذا المقال، محذراً.. ومنبهاً.. وناصحاً.. حمى الله مصر.. وشعبها.. وجيشها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية