x

نيوتن مَن يدفع الثمن؟ نيوتن السبت 28-11-2015 21:06


السادات زار إسرائيل من أجل السلام. مبارك زارها للمجاملة فى جنازة رابين، الذى كان ضحية للتطرف. والبابا تواضروس زارها قبل يومين لهدف إنسانى نبيل، وهو المشاركة فى جنازة صديق قديم وأستاذ، كما وصفه البابا بنفسه، هو الأنبا إبراهام مطران القدس.

الهجوم الذى يتعرض له البابا لم يكن الأول من نوعه. ولن يكون الأخير. بعض الصحف وصفت زيارة البابا بأنها شرخ فى الوحدة الوطنية. فى محاولة لتسييس الأمر. والبابا رجل دين من طراز رفيع. وليس رجل سياسة.

ليس شرخا. بل الشرخ الحقيقى هو المقاطعة بشكل عام. الشرخ هو الخوف الذى يسكننا منذ هزيمة 1967. الشرخ هو الفجوة التى جعلتنا نغيب عن أبناء جلدتنا العرب الذين يعيشون فى الأراضى المحتلة. الشرخ هو التعامل بمنطق طفولى. الانكفاء على ذواتنا خشية من أن نذوب فى إسرائيل. وكأننا الأقلية فى المنطقة وسكان إسرائيل هم الأغلبية. بعد عقود طويلة نردد الكلام ذاته. الخطابات الفجة الرنانة عن المقاطعة. أى مقاطعة تلك؟ وغالبية العرب والدول الإسلامية لهم علاقات ومصالح مع إسرائيل. بيعا وشراء. اتفاقيات تجارية وغير تجارية. تركيا لديها مصالح اقتصادية عريضة مع إسرائيل. الخليج يتعامل مع إسرائيل. مصر لديها اتفاقيات أمنية وسياسية واقتصادية مع إسرائيل. المغرب العربى. دول حوض النيل فى أفريقيا. دول إسلامية مثل ماليزيا وإندونيسيا. كل ذلك ومازلنا نخدع أنفسنا. نزايد على البابا لأنه قام بواجب إنسانى.

المقاطعون يشنون الهجوم تلو الآخر. على شخصيات وطنية. اغتالوا العديد منهم معنويا. الراحل على سالم. لطفى الخولى. محمد سيد أحمد. صلاح بسيونى. وغيرهم. الكثير من الوطنيين الشرفاء يتم تشوية سمعتهم بكلمة واحدة «مطبعاتى». الهَتِّيفة من القوميين العرب مازالوا فى أماكنهم التى كانوا فيها قبل أربعة عقود. لم يبرحوها. يتكسبون منها. لن يغادروها. المقاطعة أسهل. أقل تكلفة. العلاقات الطبيعية صعبة. تتطلب المنافسة. تتطلب بذل الجهد. العمل المتواصل. لكى تكون أفضل ممن تعتبره عدوك.

وتظل الأسئلة مفتوحة. هل نستطيع التفوق على إسرائيل فى التكنولوجيا؟ فى الاقتصاد؟ فى التعليم؟ فى الصحة؟ فى المواصلات؟ فى الصناعة؟

صحيح أننا أول مَن صنع السلام، ولكننا نخجل منه ونداريه، فتحول السلام من نقطة قوة إلى نقطة ضعف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية