x

سليمان جودة إنى أتهم! سليمان جودة الثلاثاء 24-11-2015 21:36


عندما تجلس سيدة فى وزن المستشارة الجليلة تهانى الجبالى، ثم تعلن ما أعلنته على الرأى العام، أمس الأول، فلابد أن يؤخذ كلامها بجدية كاملة، ولابد أن يكون موضع تحقيق جاد، وأمين، وعاجل.. لابد!

إن «الجبالى» ليست عابرة سبيل، وهى عندما تدعو إلى مؤتمر صحفى بحجم ما دعت إليه، فإنها تعرف تماماً ماذا تفعل، وتدرك تماماً ماذا تقول فيه، ولأنها قاضية قبل أن تكون مرشحة فى انتخابات البرلمان، أو أن تكون على رأس قائمة انتخابية كبيرة، فهى تحسب حساب كل حرف تنطقه، وليس من المتصور أن تكون قد عقدت المؤتمر لتتصور فيه، أو لتظهر أمام الكاميرات، أو لتفجر فرقعة.. لا.. ليس هذا متصوراً، وليس هناك بديل بالتالى أمام الدولة فى مستوياتها العليا، إلا أن تأخذ كل كلمة نطقت هى بها، فى مؤتمرها، بالجدية التى تليق بها، وبإدراك كامل لحجم تأثير كلامها، عند ثبوت صحته، على صورة البرلمان بأكمله لدى كل مواطن، خصوصاً أنه كلام مدعوم بصور!

لا يُجدى أبداً، فى مجال الرد عليها، أن يقال كلام من نوع أنها تطمح فى أن تكون على رأس البرلمان الجديد، أو أنها طامحة فى أن تكون عضواً فيه.. إذ السؤال هو: ماذا يساوى مقعد فى البرلمان، بالنسبة لها، أمام مقعدها فى المحكمة الدستورية العليا؟!.. بل ماذا يساوى مائة مقعد فى مجلس النواب أمام مقعد نائبة المحكمة الدستورية العليا، أعلى محاكم البلاد؟!

نريد من خلال تحقيق جاد مرة أخرى، وأمين، وعاجل، أن نسمع عن فتح تحقيق يقدم جواباً عن هذا السؤال: هل حدث بالفعل اتفاق من وراء ظهر المصريين، من أجل أن يصوت الإخوان لقائمة «فى حب مصر»؟!

هذا هو السؤال الأساسى فى الموضوع كله، وكل ما عداه تفاصيل لا تعنينا، ولا يجب أن تعنينا.. نريد أن نسمع الإجابة عليه بـ«نعم» أو بـ«لا» من خلال تحقيق يأخذ كلام المستشارة الجليلة بالجدية الواجبة والكاملة!

إن الجواب بـ«لا» سوف يغلق الملف، ولو إلى حين، لننشغل بغيره من الملفات.. أما الإجابة بـ«نعم» فسوف تترتب عليها تداعيات هائلة، وسوف ترفع أشخاصاً، وتخسف الأرض بآخرين، وسوف تنير الطريق أمام قواعد الرأى العام فى البلد، وهى قواعد لا يجوز أن نخفى شيئاً عنها، بأى حال، ولا تحت أى ظرف!

إذا كان فى البلد من يغار حقاً على صورة برلمان بكامله.. نعم بكامله.. فليأخذ كلام المستشارة على محمل الجد مائة فى المائة، وليحاسبها.. أو يحاسبهم، ولا شىء فى الوسط، لأن محاولات التشويش على أصل ما قالت به لن تؤدى إلى شىء.. وأصل ما قالت به هو: هل حدث أم لم يحدث؟!.. نعم أم لا؟!.. إنها تضرب فى مقتل، فلا تغطوا على حقيقة ما قالت بإشغال الناس فى تفاصيل، وقولوا للناس ماذا بالضبط حدث، وماذا بالضبط جرى من وراء ظهر هذا الشعب المسكين؟!

زمان.. كتب أديب فرنسا الأعظم «إميل زولا» مقالاً تحت عنوان «إنى أتهم» فجعل سافل بلاده عاليها، ولا يقل اتهام «الجبالى» عن اتهام «زولا»، فلا تتركوا الاتهام معلقاً فى كل الرقاب، لأن رقبة مجلس نواب ثورة 30 يونيو هى أولى هذه الرقاب!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية