x

صبري غنيم بوتين يهدد.. صبري غنيم الأربعاء 18-11-2015 21:18


للأسف.. الدول الكبرى التزمت الصمت بعد تهديد الرئيس بوتين بالإعلان عن أسماء الدول الداعمة للإرهاب.. فقد آلمه أن يتصدى للإرهاب وحده.. والدول الكبرى اكتفت بالشحن المعنوى.. لن يهدأ بال الرئيس بوتين قبل أن يصل إلى العناصر التى اغتالت ضحايا الطائرة المنكوبة وهم عائدون من إجازاتهم إلى بلادهم هم وأطفالهم بعد أن استمتعوا بإجازة صيف فى شرم الشيخ.. صحيح التحقيقات لم تنته، كما تقول لجان التحقيق، لكن أجهزة الأمن القومى الروسى كانت الأسرع والأقوى فقد توصلت من خلال أجهزتها المخابراتية إلى أن الطائرة راحت فى عمل إرهابى.. لكن كيف ومتى وأين؟؟ هذه علامات استفهام لاتزال معلقة حتى الآن، ربما تكون فى انتظار ما سوف تسفر عنه التحقيقات النهائية والتى أشار إليها وزير الطيران عندنا فى المؤتمر الصحفى لرئيس الحكومة.

- طبعا هذا الكلام أو هذه التصريحات لن تهدئ من ثورة الرئيس الروسى، وتجعله يشد اللحاف ويدخل لينام فى انتظار النتائج النهائية للتحقيقات.. فالرجل منذ سقوط الطائرة وهو فى حالة انعدام وزن، يعرف جيدا بالموقف الحرج الذى سببه لصديقه الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم أن قرر سحب كل رعاياه من شرم الشيخ، وإلغاء جميع الرحلات السياحية بعد الحادث، ويعرف جيدا أن السيسى شريكه فى التصدى للإرهاب، وقد أحس بِه يوم أن كان يتصدى له بمفرده، وكيف كانت سيناء معقلاً للإرهاب والسيسى يمد يده طالباً من يسانده حتى ولو بالسلاح ليخوض الحرب على الإرهاب ولم يسعفه فى طلبه إلا هو.. لذلك قرر الرئيس الروسى أن يكون خصما عنيدا وشرسا ضد الإرهاب، وقد قطع على نفسه عهدا أن يثأر لدم هؤلاء الأبرياء ضحايا الطائرة الروسية.

- موقف بوتين كرئيس شجاع يستحق بأمانة أن تنحنى له الرؤوس تقديرا لشجاعته ومحبته لشعبه، وكونه يجاهر علنا وهو يعرف الدول الكبرى الداعمة للإرهاب ويهدد، فمن المؤكد أنه لن يسكت بعد حالة البرود التى قوبل بها وهو يعلن عن تصديه للإرهاب مع أنه كان يتوقع أن تكون هذه الدول أول من تؤيده ولا ينقطع الاتصال معها فى اتخاذ التدابير والتخطيط لتوجيه ضربات موجعة للإرهاب والمتطرفين.. هو يعلم أن ضعف هذه الدول وتخاذلها بسبب صناعتهم لهذه التنظيمات الإرهابية التى تحمل سلاحهم مقابل أن يبيعوا لهم البترول من الآبار التى سقطت فى قبضتهم داخل المدن العراقية التى أصبحت رهينة لهم.

- كلام وتهديدات بوتين تذكرنى بسيناتور أمريكى، وهو أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، فقد هاجم هيلارى كلينتون وصرخ فى وجهها وهو يقول: «أنتم أول من أيد غزو العراق»، وبالتالى ساعدتم على نشر الإرهاب حتى وصل إلينا.. وأنا معه، فأمريكا سبب كل المصائب فى الشرق الأوسط، اتهمت صدام حسين بامتلاكه الكيماوى ومع أنها تأكدت أنه لا يملك أى أسلحة كيماوية.. قررت غزو بلاده وإسقاطه.. يكفى أن أذلت به الرؤساء العرب يوم أن اعتقلته من داخل حفرة.. مع أنها هى التى خططت لإخفائه داخل هذه الحفرة لاذلال العرب.. أمريكا هى التى ذبحته فى عيد الأضحى.. وهى التى قضت على الجيش العراقى ليبقى الجيش الإيرانى «بُعبُع» لمنطقة الخليج.. وهى التى صنعت داعش، ورفض أوباما تحرك الناتو واكتفى بالضربات الجوية، ومن كان يتابع تصريحاته وهو يقول «إن إقصاء داعش يحتاج إلى سنوات» وهنا أقول إن داعش تنظيم وليس كيانا، أى ليس دولة مثل العراق.. أمريكا فى خلال أيام قضت على العراق وجيش العراق ومزقت المدن العراقية.. واليوم تعلن أن القضاء على تنظيم داعش يحتاج إلى سنوات.. وكأنها تستهزئ بشعوب العالم.

- لا أملك إلا أن أقول إن الصديقة فرنسا تدفع الآن ثمن استعباطها بالتطنيش على أمريكا، فهى تعرف جيدا أن أمريكا هى صانعة داعش وهى التى تمده بالسلاح، وداعش يمدها بالبترول المسروق.. ومع ذلك تغض البصر عن داعش وتكتفى بالضربات الجوية الفشنك.

- لقد أصبح العالم لغزا ولم يعد أحد يفهم اللعبة مع أن اللعب الآن أصبح على المكشوف، وشعب مكافح مثلنا يدفع ثمن اللعب الأمريكى بتهديد هذه المنظمات الإرهابية لأمن واستقرار مصر، فهم وضعونا فى رؤوسهم بعد أن أفشلنا لهم استكمال مخطط الربيع العربى والشرق الأوسط الجديد.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية