x

سليمان جودة رئيس جمهورية للداخل! سليمان جودة الثلاثاء 17-11-2015 22:03


يشعر المصرى فى عمومه بوجود الرئيس فى الخارج، بأكثر مما يشعر بالوجود ذاته فى الداخل، ويتابع المصريون، بكثير من التقدير، زيارات الرئيس إلى العواصم التى يذهب إليها، ويصل إليهم صدى نجاحها كلها، اللهم إلا الزيارة الأخيرة لبريطانيا التى كانت نشازاً بين سائر الزيارات!

ولو كان الذين يشيرون على الرئيس أمناء معه، لكانوا قد أشاروا عليه بتأجيلها، لأن الواضح، الآن، أن توقيتها، المحدد مسبقاً، لم يكن هو الأنسب حين جاء أوانها، ولو غاب عنها الرئيس، لتوقيت آخر، لكان أفضل بكثير، ولكان أليق!

وليس سراً أن الرئيس جاء إلى الحكم، بينما البلد شبه محاصر عالمياً، وبينما الإخوان الفاشلون الأغبياء يكيدون له فى كل عاصمة كبرى، ولكن الرئيس استطاع، بدعم مواطنيه، أن يكسر حلقة الحصار، وهذا لابد أن يكون فى ميزانه، ولو شئنا دليلاً على ذلك، فسوف يكون انتخاب مصر عضواً غير دائم فى مجلس الأمن هو الدليل الأقوى فى هذا الاتجاه، ولو شئنا لقلنا إن الفضل فى ذلك يعود للرئيس، ثم للدبلوماسية المصرية إلى جواره.

لقد حصلت القاهرة على 179 صوتاً، من أصل 193 صوتاً، هى كل أصوات الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، وكان الفارق فى عدد الأصوات بيننا، وبين اليابان، التى جرى انتخابها للمقعد نفسه، محدوداً للغاية، ولا يتجاوز عدد أصابع اليدين، وكان المعنى أن الثقة التى نالتها مصر، عند الاقتراع عليها فى الأمم المتحدة، لا تقل عن الثقة فى اليابان نفسها.

هذا كله محسوب للرئيس، ولا يمكن لأحد إنكاره، غير أن الأمر فى الداخل شديد الاختلاف، وتكاد تكون هناك فجوة كبرى بين إحساس كل مواطن بأثر حركة الرئيس على مستوى العالم، وبين إحساسه بحركة الرئيس، على مستوى محافظات الجمهورية.. هناك فجوة كبيرة، ولابد أن تبحث الرئاسة فى أسبابها، وأن تتعامل معها بشكل مباشر، لأن مثل هذا التعامل سوف يصل أثره إلى الناس بسرعة، وسوف يعتدل الميزان، عندئذ، بين مردود الأداء فى الخارج، ومردوده فى الداخل، لدى كل مصرى!

إننى أتكلم عن المصرى الذى يتلقى الخدمات العامة التى تؤديها له الدولة بالسوء نفسه الذى كان قائماً، من قبل، وربما بأسوأ مما كان، وأتحدث عن المواطن الذى يتردد على المصالح الحكومية فيجد أنها قد انحدرت أكثر، وأتحدث عن المواطن الذى طلب الرئيس منه فرصة عامين، سوف يكتملان بعد بضعة أشهر من الآن!

أتحدث عن الداخل، لأنه سند الرئيس الحقيقى، وهو رصيده الباقى، ولأنه كذلك، فلابد أن يحافظ عليه، وينميه، لا أن يسحب منه كل يوم.. أتحدث عن رئيس جمهورية للداخل يشعر كل واحد منا بأثره، وعمله وحصيلة أدائه، فى كل مكان نذهب إليه.. أتحدث عن الشارع على الأقل، من حيث انضباطه، ونظافته، واحترامه لآدمية الإنسان!

أين سوف نلمس هيبة البلد، ثم هيبة رئيس البلد، إذا لم نلمس ذلك كله فى عرض كل شارع؟!.. أين سوف يلمسه كل مواطن، إذا لم يلمسه فى مدرسة ابنه، وفى مستشفاه؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية