تشهد دائرة مصر الجديدة انتشارً غير مسبوق للشائعات الانتخابية، التي طالت جميع المرشحين بلا استثناء، وذلك قبل أيام قليلة من بدء المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2015.
وتنوعت الشائعات بين اتهام المرشح بأنه إخوانى أو طابور خامس أو مرشح للدولة، بل وصلت إلى اتهامات شخصية وإشاعة أن أحدهم متزوج زوجة ثانية إخوانية تنسق له مع الإخوان وتسعى للحصول على أصواتهم لصالحه، الأمر الذي ترتب عليه أزمات شخصية وعائلية للبعض.
عدد من المرشحين أكدوا لـ«المصرى اليوم» أن الشائعات أصابت الكثير من الناخبين بالإحباط وقد تكون سببًا في عزوف عدد كبير منهم عن المشاركة في التصويت، وهو الأمر الذي يهدد الاستحقاق الانتخابى نفسه، وقد يؤثر على فرص بعض من بذلوا مجهودا حقيقيا من المرشحين.
وقال مروان يونس، المرشح عن حزب مستقبل وطن، خبير التسويق السياسي، إن الشائعات في مصر الجديدة وصلت إلى مستوى مُزرٍ، قد تؤدى إلى عزوف الناخبين بعد أن تسلل بداخلهم الشك والريبة في جميع المرشحين.
وأوضح أن الشائعة تتغير حسب كل منطقة في مصر الجديدة، ففى المناطق الراقية يتم اتهام المرشح بأنه إخوان وفى المناطق الشعبية بالدائرة يتم اتهامه بأنه عميل أو طابور خامس.
وتابع أن أحد المرشحين تم إطلاق شائعة ضده أنه تم القبض عليه من جانب الأمن الوطنى وتم احتجازه في مكان مجهول وأنه ترك الانتخابات بسبب القبض عليه. ومن أشهر الشائعات أيضا استبعاد 8 مرشحين من اللجنة العليا للانتخابات.
وأشار إلى أنه صدر ضده عدد من الشائعات، منها أنه مسيحى وأخرى أنه إخوان، وهو ما يعكس تضاربًا واضحًا يؤكد كذب الشائعات.
وقال تامر الزيادي، المرشح المستقل، نائب رئيس حزب المؤتمر السابق، إن الشائعات في مصر الجديدة مصدرها في الأغلب مرشح واحد، ورغم أنها سمة من سمات الانتخابات إلا أنها تطول المرشح الذي يعمل بجدية أكثر.
وأضاف أن السبب الرئيسى للشائعات أن أحد المرشحين أراد أن يظهر للناس أنه مرشح الدولة وأنها تدعمه بقوة، كما أن المرشحين الذين يستخدمون المال السياسى يلجأون للشائعات لدفع الناخبين للعزوف عن التصويت حتى يتمكنوا من المنافسة في ظل مشاركة ضعيفة للناخب.
واعتبر الزيادى أن الشائعات إرهاب سياسى وتصيب الناس بالإحباط. وقال إنه تلقى العديد من الشائعات منها أنه من مؤسسى حزب الوسط وصديق لمحمد محسوب وأبوالعلا ماضى، رغم أنه من مؤسسى حزب المؤتمر.
وقال هشام أكرم، المرشح المستقل، إن المنافسة في مصر الجديدة لا أخلاقية ولا تتحلى بأخلاق الفرسان، مضيفا أن ذلك أسلوب تنافسى غير محترم، مطالبا أهالى الدائرة بأن يكونوا أكثر وعيا.
وأرجع أكرم أسباب انتشار الشائعات في مصر الجديدة إلى وجود كثير من المرشحين ينتمون إلى الحزب الوطنى المنحل، أو أن من يدير حملات بعض المرشحين أعضاء سابقون في الوطنى أيضًا.