«مصر بعد القنبلة»!
محمد أمين
الثلاثاء 17-11-2015 22:03
أستغرب لماذا استبقت روسيا نتائج التحقيقات فى كارثة الطائرة؟.. لماذا أعلنت من طرف واحد أن الحادث إرهابى؟.. ما هى الأدلة الفنية أو المعلوماتية؟.. لماذا كان الإعلان من الكرملين؟.. ولماذا لم تعلن اللجنة الفنية نتائج التحقيقات؟.. ما هو موقف مصر؟.. هل تأخرنا؟.. هل هناك استعجال روسى؟.. كيف نفهم تكليف الاستخبارات الروسية بملاحقة الإرهابيين فى أى مكان؟.. ما معنى الانتقام الذى يعنيه «بوتين»؟!
إذا صح بيان الكرملين فتستطيع أن تقول إن مصر بعد القنبلة غير مصر قبل القنبلة.. وتستطيع بالمثل أن تقول روسيا بعد قنبلة الطائرة، غير روسيا قبل القنبلة.. هكذا رأينا فرنسا، ورأينا «أولاند».. القرارات قرارات حرب.. نزول الجيش يعنى حالة حرب.. وتغيير الدستور وإعلان الطوارئ يعنى حالة حرب.. الشعب الفرنسى استعد للحرب.. روسيا استعدت أيضاً لحرب «بلا هوادة» ضد الإرهابيين فى أى مكان(!)
تفجير الطائرة لن يمر سهلاً.. سواء على مستوى روسيا أو مصر.. «بوتين» كلف مخابرات بلاده بتعقب الإرهابيين فى أى مكان.. «السيسى» اجتمع مع مجلس الأمن القومى.. وبالتأكيد كان يدرس قرارات حرب.. ربما تشمل أسلوباً جديداً لمواجهة الإرهاب.. ولو كان لى أن أنصح، فأمامه فرصة ذهبية، لتطبيق إجراءات باريس.. «الضرب فى المليان».. لا سجون ولا محاكمات «عادية» أو «عسكرية».. إنه مصير وطن!
مقولة بوتين أن «روسيا ستعثر على الإرهابيين، فى أى مكان فى العالم، وستعاقبهم» معناها أن جهاز المخابرات الروسية «k.g.b» سوف يقوم بعمليات خاصة لضبط الإرهابيين، أو ربما تصفيتهم فى الحال.. وما أدراك حين تنتقم استخبارات روسيا؟.. لقد كانوا يرسلون الأصابع وأجزاء من الجسم فى طرود.. ما أثار الرعب والفزع فى النفوس.. أتفهم صمت بوتين وقراراته، لكن لا أتفهم هذا الاستعجال الآن!
قبل يومين اتهم «بوتين» دولاً فى مجموعة العشرين بتمويل داعش.. ولا يمكن أن يكون قد ألقى اتهامات هنا وهناك بلا تمييز.. بالتأكيد كانت عنده معلومات استخباراتية، ويعرف، على وجه اليقين، من استهدف الطائرة الروسية؟، ولماذا؟.. وأنهم كانوا يحاولون إبعاد روسيا عن الملف السورى، وفى الوقت نفسه، إحداث وقيعة مع مصر.. وتم المراد فعلاً بمنع هبوط طائرات مصر مطار موسكو، وهى ضربة قاتلة!
لا أتصور أن تُخفى مصر أى معلومات بشأن الطائرة، ولا أتصور أن تكون اللجنة الفنية متواطئة، والمعروف أن فيها أطرافاً أجنبية عديدة.. فلماذا كان الاستعجال الروسى، بمنع هبوط طائرات مصر للطيران؟.. ولماذا كان الاستعجال الروسى، بإعلان أنها جريمة إرهابية؟.. هناك علامات استفهام عديدة فى موقف موسكو، وهناك صمت فى الجانب المصرى.. هل هى قنبلة أم لا؟.. وما هى خطة تأمين المطارات؟!
إعلان الكرملين يستدعى تحركاً مصرياً واسعاً.. سياسياً وأمنياً واستخباراتياً.. قطعاً التحرك الاستخباراتى لا نعرفه ولا نريد.. أما التحرك السياسى، فينبغى أن نحسه ونلمسه، كما ينبغى أن نحس ونلمس التحرك الأمنى فى مطاراتنا.. فلا أتصور أن يقوم وزير الداخلية بجولة تفتيشية، فيقال له: كله تمام يا فندم.. مش كده ولا إيه؟!
