x

هل تاه محمد صلاح وسط زحام روما فوصفه ميدو بـ«زيرو كاريزما» ؟

الإثنين 16-11-2015 18:34 | كتب: رامي يوسف |
ميدو وصلاح ميدو وصلاح تصوير : آخرون

أثارت تصريحات لاعب الزمالك والعديد من الأندية الأوروبية الأسبق، أحمد حسام ميدو، المدير الفني الحالي لفريق الإسماعيلي، بشأن لاعب روما محمد صلاح، الرأي العام طيلة الفترة الماضية، وهي التصريحات التي وصف فيها لاعب روما القديم صلاح بأنه «زيرو كاريزما».. وبعيدًا عن مقصد ميدو وهل هو على صواب أم خطأ، تعالوا لنتعرف أولًا على المقصود بالكاريزما، ومدى أهميتها بالنسبة إلى لاعب كرة القدم.

بداية ما هي الكاريزما «Charisma»؟

هي كلمة أصلها يوناني وتعنى حرفيًا (التفضيل الإلهي) ويشير ذلك إلى أنها هبة من الله تعالى يمنحها للقليل من البشر؛ وكانت تستخدم في البداية للإشارة إلى قدرات الروح القدس، عند ظهور المسيح، التي كانت تمنحه القبول من الناس؛ فالكاريزما هي الجاذبية المقنعة أو السحر الذي يُمكن أن يكون مصدر إلهام للتفاني لدى الآخرين، ويطلق على الشخص الذي يملك القدرة على القيادة والإقناع وأسر انتباه الآخرين بجاذبية شخصيته لقب «Charismatic»

شهدت كرة القدم على مدار تاريخها العديد من اللاعبين البارزين ولكنهم افتقدوا للصفات الكاريزماتية وهو ما هدد مشوار الكثير منهم وقلل كثيرًا من أرصدة هؤلاء اللاعبين عند الجماهير، وعلى النقيض، فهناك نوع آخر من اللاعبين الذين يتمتعون بنصف موهبة ولكن الله قد حباهم بحضور طاغٍ وشخصية مميزة جعلت منهم نجومًا في الصف الأول رغم قلة إمكانياتهم الفنية بالمقارنة بأسماء أخرى.

الشخص الذي يتمتع بالكاريزما هو شخص لديه قدرة خاصة على إلهام الآخرين عند الاتصال بهم، وجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد، لذلك لا يستطيع لاعب الكرة الخجول مثلًا أو الذي لا يجيد الحديث التأثير على الجماهير عاطفيًا وهو التأثير الذي يجعل من هذا اللاعب نجمًا مفضلًا عند الجماهير بشكل يجعل نظرتهم إليه تخرج من زاوية العاطفة، وبالتالي يتقبلون منه أي شيء ويغفرون له ضعف مستواه في كثير من الأحيان ويعظّمون من أي قليل يقدمه.

والشخص الذي يتمتع بالكاريزما لا يتوه وسط الزحام، فإذا كنت من متابعي فريق يوفنتوس في السنوات الماضية، فربما تنتظر الإعادة التلفزيونية وتدقق النظر لكي تتعرف على هوية اللاعب الذي مرر الكرة في عمق دفاعات الخصوم من وسط ملعبه هل هو الظهير الأيمن، ليشتشتاينر، أم مدافع القلب الأيمن بونوتشي، ولكنك أبدًا لن تتوه عن صاحب التمريرة إن كانت قد خرجت من أندريا بيرلو؛ وبالتالي فإن الكاريزما لا تؤثر على اللاعب أو تظهر عليه خارج الملعب فقط ولكنها تؤثر بشكل كبير على اللاعب داخل الملعب كذلك، فبسهولة تستطيع تمييز ميسي عن أي لاعب أعسر في العالم، ولن تحتاج للتركيز الشديد حتى تعرف أن من يتأهب لتسديد الكرة هو كريستيانو رونالدو.

ولا تقتصر أهمية الكاريزما عند لاعب كرة القدم فقط فهي مطلوبة أيضًا في كل مجالات الحياة سواء التي تتعلق بالشهرة كالتمثيل والغناء أو حتى في الحياة العادية فهناك أشخاص حين تقابلهم تشعر معهم بالألفة والمودة، وكأنها ليست المرة الأولى التي تلتقي معهم فيها، هناك أشخاص مميزون جدًا ولكنهم لا يملكون القدرة على التعبير عن أنفسهم لذلك لا يتمكن هؤلاء من الحصول على حظ جيد في الحياة، بعكس أناس آخرين محدودي الكفاءة والموهبة ولكنهم يحصلون على الكثير من الحظ لا لسبب إلا لتمتعهم بالكاريزما الآسرة لقلوب الآخرين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية