يعتبر واحدًا من الذين وصفهم المراقبون بـ«الحرس القديم» داخل الحزب الوطني، وبدا خطابه النظري داعمًا للإصلاح السياسي ومؤيدًا للإصلاح الاقتصادي بكلمات إنشائية، لكن عند المحكات الرئيسية التي تتطلب مواقف واضحة ومحددة يؤكد أن سياسات الحزب الوطني معبرة عن نبض الشارع، وأن الحزب اتخذ من الإجراءات ما يكفل للممارسة السياسية أن تكون جيدة في بيئة لها خصوصية وحساسية معينة.
«كمال الشاذلي» من مواليد محافظة المنوفية عام 1934، تولى منصب رئيس المجالس القومية المتخصصة وعضو الهيئة العليا للحزب الوطني الديمقراطي، وعضو مجلس الشعب عن دائرة «الباجور» في محافظة المنوفية، وانتخب نائبًا لأول مرة في البرلمان عام 1964، حينما كان في الثلاثين من عمره.
شغل «الشاذلي» عدة مناصب منها أمين عام الاتحاد الاشتراكي في المنوفية، ووزير الدولة لشؤون مجلسي الشعب والشورى، والأمين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي، وأمين التنظيم.
تراجع دور كمال الشاذلي في العامين الأخيرين من مسيرته السياسية، وحاول جاهدًا الحفاظ على بريقه السياسي، إلا أنه في التغيير الوزاري الذي جرى في يوليو 2004 ظهرت بوادر تقليص نفوذه في الحكومة، وأصبح مسؤولًا عن مجلس الشعب فقط، بعد أن سحبت منه مسؤولية مجلس الشورى، وأعطيت للدكتور مفيد شهاب، وتزامن هذا التوجه مع محاولات تيار التحديث في الحزب الوطني إزاحة بعض الرموز من طريقه، أو تقليل صلاحياتها.
واستمر «الشاذلي» في وجوده الفاعل داخل الحكومة والحزب وقد لعب دورًا رئيسيًا في حوارات الحزب الوطني مع أحزاب المعارضة بشأن عدد من القضايا السياسية، حتى توفي «زي النهارده» في 16 نوفمبر 2011 بعد صراع مع المرض.