x

وسيم السيسي ودينهم دين الزناديق! وسيم السيسي الجمعة 13-11-2015 21:15


دخلت مكتبتى مكتئباً، خرج لى أبوالعلاء المعرى من رسالة الدكتوراه «فى تجديد ذكرى أبى العلاء» للدكتور طه حسين، رحبت به، قلت له: تجسدت وظهرت وكأنك شعرت بشدة حاجتى إليك فى عالمنا المضطرب هذا، خبرنى يا فيلسوف معرة النعمان كيف ترى رؤساء الدول الكبرى كالولايات المتحدة وإنجلترا؟!

قال: يسوسون الأمور بغير عقل

فينفذ أمرهم ويقال ساسة

فأف من الحياة وأف منى

ومن زمن رئاسته خساسة

سألته وما رأيك فى هؤلاء المتسترين بالدين ويعملون ضد شعوبهم حرقاً وقتلاً وتدميراً؟

قال: تستروا بأمور فى ديانتهم

ودينهم دين الزناديق

نكذب العقل فى تصديق كاذبهم

والعقل أولى بإكرام وتصديق!

قلت: لقد تألمت كثيراً لما حدث للمفكر أولاً ورجل الأعمال ثانياً المهندس صلاح دياب وابنه توفيق، هذه المهانة والقسوة، والقبض عليهما فجراً، الكلابشات وكأنهما من زعماء الماينهوف أو الكوكلاس كلان «جماعات إرهابية كانت فى ألمانيا وأمريكا»!

قال: إن محاولة تحقيق العدالة فى جو من الرعب والمهانة والقسوة، إنما هى محاولة غبية، إذا كان الوصول إلى العدالة فى جو من الحضارة والرفق وسيادة القانون ممكناً، إن علومكم الحديثة قسمت الذكاء إلى سبعة أنواع، أكاديمى، اجتماعى، سيكولوجى، رياضى، ذاكرة، شعرى، أخيراً ذكاء الجسم فى الألعاب الرياضية ككرة القدم والجمباز، أريد منكم أن تضيفوا نوعاً ثامناً للذكاء.. ألا وهو الذكاء السياسى! هل كلابشات صلاح دياب أفادت أم كبلت مصر بالسمعة السيئة؟! أليست كلمة حضارة Civslization جاءت من كلمة Civility ومعناها الأدب ورقة التعامل مع الإنسان الآخر؟!

قلت: لقد كنت رقيق التعامل مع النحل والدجاج يا أبا العلاء، وحاورت الديك الذى قدموه لك أثناء مرضك، فوضعت يدك عليه قائلاً: استضعفوك فذبحوك، ولو كنت قوياً هابوك، والله ما أكلتك، ثم التفت إليهم سائلاً:

هل تقدرون أن تقدموا لى شبل الأسد؟! قلت لأبى العلاء: يا من رحلت عن دنيانا مقطوع النسل مجتث الفرع، ولكنك بفكرك خلدت نفسك على مر الزمان بما لم يخلده ذوو الكثرة من الأبناء والأحفاد، لقد عشت فى العصر العباسى الثانى، كيف سقطت الخلافة، لعلنا نستفيد من وعاء التجارب الإنسانية أعنى التاريخ!

قال: أنتم لا تقرأون التاريخ لهذا تقفون فى انتكاساته، ولا تستفيدون من إنجازاته! لقد بكى آخر خلفاء العصر العباسى الثانى وهو يقول: لهفى على ملك ضائع، حين أحاط التتار ببغداد، نظر إليه وزيره شذراً وقال له:

يا أمير المؤمنين.. من ترك الصغير حتى يكبر، والقليل حتى يكثر، وأجلّ عمل اليوم إلى غد، استحق هذا وأكثر!

أجهش «بكى بحرقة» الخليفة وقال: والله إن هذا القول أشد علىّ من فقد الخلافة! ودخل التتار بغداد وذبحوه هو وأسرته.

استطرد «أبوالعلاء» قائلاً: رئاستكم كاسحة، وإدارتكم فاسدة وكسيحة، وعلى رئيسكم أن يتمتع بقبضة حديدية داخل قفاز حريرى، وعليه أن يتذكر كلمات برناردشو:

أنا لا أعرف سر النجاح ولكنى أعرف

سر الفشل ألا وهو محاولة إرضاء

كل الناس!

قلت: إن برناردشو الأيرلندى أحبه كثيراً خصوصاً فى خطابه للإنجليز

«كلما عرفتكم أكثر كلما ازداد حبى أكثر للكلاب».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية