x

سليمان جودة دياب.. وجمال بدوى! سليمان جودة الخميس 12-11-2015 21:30


هات صحف الحكومة التى صدرت صباح الاثنين الماضى، ثم هات الصحف نفسها الصادرة صباح أمس، وسوف تكتشف أنها فى الحالة الأولى نشرت على سبيل التجريس صوراً للمهندس صلاح دياب مع ابنه، بالكلبشات، بعد القبض عليهما فجراً، وفى الحالة الثانية نشرت هى ذاتها تصريحات للرئيس فى مانشيتات بالصفحة الأولى يقول فيها إنه لا يرضى بأى إهانة لأى رجل أعمال!.. أما المعنى فإنى أتركه لك!

وأما ما عدا ذلك فهو أننا لابد أن نوجه الشكر إلى شخص عاقل لا نعرفه فى الدولة، أشار عليها بأن تغلق هذا الملف، وأن تخلى سبيل الرجل مع ابنه.. وهو ما حدث.. لولا أنه قد حدث بعد أن وقعت الفأس فى الرأس، وبعد أن خسرت الدولة من سمعتها، اقتصادياً، وسياسياً، ما كانت هى فى غنى عنه تماماً، وما سوف تكون فى حاجة إلى وقت طويل لتعالج آثاره!

وسوف تبحث أنت، الآن، عمن خسر، وعمن ربح، مما جرى على بعضه، فيتبين لك أن «دياب» لم يخسر شيئاً، بل إن العكس هو الذى حدث، لأن مؤسس «المصرى اليوم» كسب تعاطف كثيرين، وكسب أنه خرج من الأزمة أقوى منه قبلها.. أما «الأهداف» كلها فلقد استقرت فى مرمى الدولة، واستثمارها، واقتصادها، وبورصتها، بكل أسف!

أما تصريحات الرئيس التى نقلتها الصحف بعد الواقعة مباشرة، عن أنه لا أحد يستطيع أن يمس أصحاب الأعمال إلا بالقانون، وعن أنه لا يرضى لأى منهم أى إهانة، وعن.. وعن.. فإنها تذكرنى بما حدث عام 1995 بالضبط!

ففى ذلك العام كان مبارك قد نجا من محاولة اغتياله فى إثيوبيا، وكان أن استقبله المصريون، حين عودته سالماً، بحفاوة بالغة، وكان أن جاءت رئيسة تحرير مجلة «المجالس» الكويتية لتهنئته بالسلامة ولتجرى معه حواراً لمجلتها، فقال لها، على هامش الحوار، إن غالبية المصريين لا يريدون أن يعملوا، ويريدون أن يتقاضوا أجراً دون عمل!

كان الكلام على هامش الحوار، ولم يكن للنشر، ولكن المجلة نشرته، فأحدث حرجاً بالغاً للرئيس!

وكان أن كتب الأستاذ جمال بدوى، يرحمه الله، وكان وقتها رئيساً لتحرير «الوفد»، مقالاً فى صفحتها الأولى عنوانه «عتاب على الرئيس» يقول فيه - ما معناه - إن الشعب الذى استقبل مبارك بتلك الحفاوة لا يستحق منه هذا الوصف!

ولأنى كنت قريباً من الأستاذ جمال بدوى، فى ذلك الوقت، فقد رأيت بعينى كيف أن عنوان المقال فى الأصل كان هكذا «أصابت امرأة.. وأخطأ الرئيس» وكيف أن «بدوى» قد رآه عنواناً قاسياً بأكثر من اللازم، فشطبه وجعله: عتاب على الرئيس!

بعدها مباشرة، خرج على «جمال بدوى» عدد من الملثمين، فى طريق صلاح سالم، وأوسعوه ضرباً فى الطريق العام.. وفى المساء اتصل به مبارك يطمئن عليه، ويسأله ضاحكاً وساخراً عن السبب الذى منعه من ضرب الملثمين بـ«البوكس»!.. وقال لى الرجل، فيما بعد، إنه عرف من مصادر يثق فيها أن الذين ضربوه كانوا من أمن الرئاسة!

مصر فى حاجة لأن تتغير!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية