x

أحمد عبد المعطي حجازي شهادة أحمد عبد المعطي حجازي الأربعاء 11-11-2015 21:11


أنا من قراء «المصرى اليوم»، وكنت فى فترة مضت واحداً من كتابها.

أقرأها لأنى أجد فيها ما يطمئننى على أن مصر تسير، رغم ما تعرضت له من كبوات ومحن، فى طريق الاستنارة والديمقراطية، وهى بهذا - «المصرى اليوم» - لا تشهد لصاحبها وحده، ولا لكتابها ومحرريها فحسب، بل تشهد كذلك للمناخ الذى خلقته الثورتان، وللسلطة التى أسفرت عنهما، وعلى هذه السلطة أن تفهم أن الذين يناقشونها وينصحونها وينقدونها ويقدرونها لأنهم يعرفون ما تواجهه من تحديات، ويشهدون لها بذلك، لأنهم يعتبرونها سلطة ديمقراطية ترحب بالمناقشة وتتقبل النقد. أما الذين يطبلون ويزمرون فهم بالطبل والزمر يشهدون ضدها، لأن هذه الحرفة لا تروج إلا فى عهود الاستبداد التى ثرنا عليها ولن نعود إليها أبداً.

أما كتابتى لـ«المصرى اليوم» فكانت نوعاً من اللجوء خلال السنة التى استولت فيها جماعات الإسلام السياسى على السلطة.

كنت قد قررت، كما يجب أن أفعل، مواصلة ما أكتبه فى «الأهرام» دفاعاً عن العقل والاستنارة والمواطنة والديمقراطية وفصل الدين عن الدولة فى وجه سلطة تسعى لمحو هذه المبادئ وهذه القيم، وتعتبر ذلك مسألة حياة أو موت، وبهذا أصبحتُ واحداً من الكتاب الذين قرر ممثلو الإخوان وأذنابهم فى المؤسسة أن يتخلصوا منهم.

وقد هدتهم خبرتهم الطويلة فى الإرهاب واغتيال الخصوم إلى طريقة يجبروننى بها على التوقف عن الكتابة، وهى أن ينزلوا بمكافأتى إلى ما دون النصف، لا توفيراً لما اقتطعوه منها، ولكن تحرشاً بى واعتداءً على حقى، يعلمون أنى سأرد لهم الصاع صاعين، وهكذا توقفت عن الكتابة فى «الأهرام» لأجد فى صلاح دياب وفى صحيفته الغراء ما عوضنى عما فقدته وزيادة.

إننى أذكر هذه الواقعة اليوم دفاعاً عن صلاح دياب، مؤسس «المصرى اليوم»، واعترافاً بفضله.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية