x

كريمة كمال رسائل كثيرة كريمة كمال الأربعاء 11-11-2015 21:12


كان الأسبوع الماضى حافلًا بحالة من الإحباط من كل ملابسات زيارة الرئيس السيسى إلى لندن وما تبعتها من تداعيات حادث سقوط الطائرة الروسية، حتى الصدمة التى أحدثها خبر القبض على المهندس صلاح دياب، مؤسس «المصرى اليوم»، رئيس مجلس الإدارة، ونجله توفيق، بعد تصويرهما بالكلابشات وتشيير هذه الصور على كل المواقع.

كان هناك إدراك بأن رسالة يتم إرسالها وقد وصلت الرسالة لمن أُرسلت إليه، لكنها وصلت أيضًا لنا جميعًا برسالة أخرى أخطر كثيرًا، فإذا ما كانت الرسالة الموجهة لرجال الأعمال قد وصلت، وإذا ما كانت الرسالة الموجهة للإعلام قد وصلت، فإن الرسالة المترتبة على هذه الرسائل قد وصلت إلينًا جميعًا، سواء كانت هناك نية لأن تصل إلينا أو أنها كان يجب أن تصل حتى لو لم نكن المعنيين بالأساس بها.

حالة الأزمة التى خلفتها زيارة الرئيس السيسى إلى لندن وتداعيات حادث سقوط الطائرة كانت حالة خانقة بكل المقاييس وكانت تستدعى أداء من الدولة يقول إننا على الطريق الصحيح بما يسمح لنا بمواجهة هذه الأزمة وغيرها الكثير، لكن بدلًا من ذلك كان أداء إحدى مؤسسات الدولة بواقعة القبض على مؤسس «المصرى اليوم» بكل ما شابها من ملابسات من التهمة الموجهة حتى تصوير لحظة القبض وتوزيع الصور يقول شيئًا مختلفًا تمامًا، يقول إننا محلك سر، وإننا لسنا أبدًا على الطريق الصحيح، بل إننا نعود لنسلك نفس الطريق القديم بكل تفاصيله وأدائه.. كانت هناك رسالة مرسلة من واقعة القبض على صلاح دياب ونجله، لكن الرسائل المتضمنة لنا جميعًا كانت أكثر وأخطر.. عاد تعبير «زوار الفجر» ليُستخدم مرة أخرى وعدنا لاستدعاء وقائع عديدة من الذاكرة جميعها مؤلم.

الشىء بالشىء يُذكر والأسلوب يستدعى ما يرتبط بنفس الأسلوب من الذاكرة وغُصة فى الحلق من أننا لم نبرح مكاننا رغم كل ما جرى، وسؤال لابد وأن يتردد: هل نحن على الطريق الصحيح؟ وهل يمكن لهذا الأداء أن يخرجنا من أزماتنا، أم أنه سيزيدها تعقيدًا؟

فى ظل دائرة جهنمية من الأزمات، من أزمة الانتخابات البرلمانية التى لا تبشر ببرلمان حقيقى قادر على الأداء، إلى الأزمة الاقتصادية التى تحكم حلقاتها حولنا، إلى موقعنا من العالم وما جرى فى زيارة لندن، إلى أزمة الطائرة الروسية وتداعياتها، سواء بما فيها من أداء أجهزتنا أو موقف الحكومات الغربية منا، سواء كان فشلًا أو مؤامرة، الشىء المؤكد أننا فى أزمة، كل ذلك كان يستدعى أداءً مختلفًا تمامًا، لكن بدلًا من ذلك تم التصعيد بلطمة على وجه كل من يسعى إلى دولة الحق وإعمال القانون تمثلت فى صورة مؤسس «المصرى اليوم» ونجله بالكلابشات، هذه الصور التى كان هناك حرص على توزيعها ربما بمنطق رأس الذئب الطائر، لم تطل مؤسس «المصرى اليوم» ونجله بقدر ما طالت دولة القانون ومدى استقرارها.

من المؤكد أن هناك رسالة أريد إرسالها من واقعة القبض على مؤسس «المصرى اليوم» ونجله، تؤكد أن الأجهزة الأمنية سائرة على نفس الطريق ولم تحِد عنه قيد أنملة، وأن الهدف ليس اغتيال الشخصية فى حد ذاتها بقدر ما يطول هذا الاغتيال حرية الصحيفة التى يملكها ومدى استقلاليتها وقدرتها على النقد الذى هو أول الطريق الصحيح لمواجهة أزماتنا.. قد تكون الرسالة وصلت لصلاح دياب، لكن الرسائل التى وصلتنا نحن جميعًا كانت أخطر وأكثر خطورة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية