x

نيوتن رسالتان نيوتن الخميس 29-10-2015 21:36


عزيزى نيوتن

أكتب إليك تعليقاً على ما ذكرته فى مقالك «قرابين» من أن شخصاً، فضل عدم ذكر اسمه، بعث إليك برسالة تصويباً لما نشرته بالأمس. قال فيها إن الجميع يعلم أن الرئيس الأسبق مبارك فوجئ بخبر القبض على الوزيرين حبيب العادلى وأحمد المغربى. علم بذلك من التليفزيون. كان هذا القرار من المجلس العسكرى والنائب العام. آنذاك. ظنوا أنهم بهذا يهدئون الجماهير الثائرة.

ولم أفهم مغزى عبارة أن الرئيس الأسبق مبارك فوجئ بخبر القبض على الوزيرين حبيب العادلى وأحمد المغربى، فمبارك كان منفياً فى شرم الشيخ، وسواء كان ذلك المنفى اختيارياً أو قسرياً، فمبارك لم يكن فى دائرة صنع القرار، وبالتالى من الطبيعى أن يفاجأ بأى خبر أو قرار تصدره السلطة الحاكمة للبلاد. فلماذا خص صاحب الرسالة هذا الخبر بالذات بأنه كان مصدر مفاجأة لمبارك؟ هل يقصد أن مبارك منذ رحيله وحتى القبض عليه كان على اطلاع مسبق بكل قرارات المجلس العسكرى، ماعدا قرار القبض على العادلى والمغربى هذا، ففوجئ به؟ أم تراه يقصد بالمفاجأة أن مبارك كان يرى العادلى والمغربى لم يقترفا ما يبرر القبض عليهما، ففوجئ لذلك؟

وما معنى قول صاحب الرسالة أن «الجميع» يعلم بأن مبارك فوجئ بخبر القبض على العادلى والمغربى، فمن يقصد بالجميع؟. هل هم الجميع فعلاً كما تعنى الكلمة على إطلاقها؟ بالطبع لا، لأننى وكثيرين غيرى لم نعلم بأن مبارك فوجئ. فهل هم جميع من فى دائرة معينة، يبدو أن صاحب الرسالة الذى رفض كتابة اسمه عليها ينتمى إليها.

د. يحيى نورالدين طراف

عزيزى نيوتن

جاء بالصفحة الأولى للمصرى اليوم ١٠/٢٣ أن وزارة الأوقاف قررت إغلاق ضريح الإمام الحسين بمسجده فى القاهرة، بداية من مساء الأمس حتى الغد (العاشر من محرم)، لمنع الشيعة من الاحتفال بذكرى عاشوراء، التى تشهد طقوساً يؤدونها، قالت الوزارة إنها لا أصل لها فى الإسلام، مثل لطم الخدود أو شق الجيوب، أو ترديد تراتيل شيعية وأناشيد بها عبارات تخالف معتقد أهل السنة والجماعة.

وهنا أود أن أسأل مسؤولى وزارة الأوقاف عن احتفالات الزار والموالد فى ربوع البلاد وطولها وعرضها، فلماذا لم تمنعها، أم هل هى فى رأى الوزارة من صحيح الإسلام وتوافق معتقد أهل السنة والجماعة!؟. وإذا كان لطم الخدود وشق الجيوب ليس من الإسلام، فلماذا لم تتحرك الوزارة جدياً طوال العقود التى خلت لمنع هذه الطقوس، التى تنتشر فى جنازات ومآتم الأوساط الشعبية انتشار النار فى الهشيم!؟. وهل مناجاة الأهالى وذوى الحاجات لأصحاب الأضرحة من أهل البيت وأولياء الله وهم فى زيارتها، وما يرددونه خلالها من عبارات طالبين منهم كشف الضر عنهم وقضاء حوائجهم، هو من صحيح الإسلام، ويوافق معتقد أهل السنة والجماعة، وإلا فلماذا لم تغلق الوزارة كذلك الأضرحة فى وجه هؤلاء، أو تطردهم منها!؟.

يؤسفنى أن تأتى مثل هذه التصرفات من أعلام الدين فى مصر وصدوره، المنوط بهم رتق الفجوة بين طوائف الأمة المتناحرة والوصل بينها، فمن غير مصر بلد الأزهر ومستقر آل البيت أقدر على ذلك. لكن للأسف ولّى زمان محمد عبده ومحمود شلتوت، ولن يقود هذه الأمة إلى اتحادها وجمع صفوفها من يخفق فؤاده من رعبه، أو ينتظر التوجيهات أن تأتيه بها ريح المشارق.

د. يحيى نورالدين طراف

تعليق نيوتن: رسالتان من د. يحيى طراف. أشكره على تواصله الدائم. الذى لا ينقطع. وعلى نشاطه فى الكتابة. أكاد أدعوه للتناوب معى على كتابة المقال. تدفع كام خلو رجل أو خلو العمود؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية