x

«زي النهارده».. وفاة المخرج مصطفى العقاد 11 نوفمبر 2005

الأربعاء 11-11-2015 03:57 | كتب: ماهر حسن |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : other

كان فيلما (الرسالة) و(عمر المختار) رسالة سينمائية واعية وناضجة فيما يمكن وصفه بإقامة حوار موضوعى ومتحضر مع الآخر ولعل التأسيس لمثل هذا الحوار سينمائيا يمثل خطابا حضاريا بلغة مشهدية ودرامية يفهمها ويتفاعل معها الغرب، فالفيلمان يحملان رؤى عميقة ونافذة، ومعالجة راقية قدم من خلالها صورة مشرقة ومنصفة للحضارة الإسلامية.

وفوق هذا فإن ما قدمه مصطفى العقاد يكشف عن قصور عربى في تنمية واستثمار هذا الوسيط الفعال في الحوار مع الآخر، فلا توجد إضافة معاصرة لهذه السينما رغم الحاجة إليها بعد تزايد وتيرة وصم الغرب للإسلام بالإرهاب لقصور في فكرة الغرب عن الحضارة الإسلامية كحضارة بناءة ومسالمة ووسطية، أما الإرهاب الحقيقى فهو الذي أودى بحياة مصطفى العقاد وابنته «زي النهارده» في ١١ نوفمبر ٢٠٠٥ في انفجار وقع في فندق جراند حياة في العاصمة الأردنية عمان، حيث جاء العقاد لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء.

وقد حدث الانفجار لحظة وجود العقادفى بهو الفندق لاستقبال ابنته التي كانت قادمة لتوها من السفر، وقد توفيت فورها فيما لقى ربه هو بعد العملية بيومين، متأثرا بجراحه.

والعقاد من مواليد١ يوليو ١٩٣٥فى حلب، سوريا وقد نشأ فيها وأصبح مولعا بالسينما فيها أيضا حيث اعتاد مشاهدة الأفلام السينمائية عند أحد جيرانه، وعندما وصل سن الثامنة عشرة قرر أن يصبح مخرجا سينمائيا وفى هوليوود تحديدا.

واندهشت أسرته المتواضعة الحال لإصراره على هذا الحلم الذي يفوق إمكاناتهم وإمكانته لكنه أصر وتحدى وسافر وألقى بنفسه في معترك التجربة، بعدما حصل على موافقة للدراسة في إحدى الجامعات الأمريكية.

وظل يعمل لعام كامل ليوفر ثمن تذكرة سفره عندها سلمه والده مبلغ ٢٠٠ دولار أمريكى ومصحفا شريفا وودعه متفائلا وفى أمريكا، وبعد أن درس السينما لم تغره السينما التجارية، وصمم على أن يقدم سينما مختلفة تتوافق وقناعاته الفكرية والوطنية وعبر سنواته الـ٢٣ التي قضاها هناك تمكن من فك شفرة هذا المجتمع المعقد، وبذلك أحسن مخاطبته عبر القناة التي يفهمها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية