x

عاصم حنفي فلماذا أعارض السيسى؟! عاصم حنفي الثلاثاء 10-11-2015 21:47


أعارض السيسى طبعاً.. لكنى لا أعاديه ولا أنكر فضله.. دورى هو الدعم والمساندة أحياناً.. وكشف الأخطاء وتعرية السلبيات فى أحيان أخرى سعياً نحو الأفضل.. والمعارضة ليست بطولة أو شجاعة.. وأعتقد أن الدور الأصيل للصحف هو الوقوف على يسار النظام.. فلماذا الشماتة إذن وبلادك تتعرض لحرب نفسية من النوع الثقيل.. تتعرض لدعاية سوداء مركزة.. دعاية تشكك فى قدراتك لصالح فصيل مرفوض شعبياً..؟!

الغرب يقف ضد السيسى بوضوح لوقوفه ضد مشروعه الاستيطانى لإعادة تقسيم المنطقة تحت شعار نحو شرق أوسط جديد.. ولا تنس أبداً أن سيناء كانت معروضة للإيجار حتى سقط الإخوان.. فإذا بالمشروع يسقط معها.. مصر كانت مرشحة لأن تكون سوريا جديدة قبل وصول السيسى للحكم.

وأبداً لن تركع مصر ولن تسلم راياتها للإخوان الشامتين الذين أقاموا الأفراح والليالى الملاح عند سقوط الطائرة الروسية.. وكأن مصائب الوطن تفرحهم فكيف التحالف والائتلاف معهم؟.. وشكلك إيه بالضبط.. عندما تقف على الرصيف المواجه للوطن.. تتحصن فى خنادق الأعداء.. تقذف أهلك وناسك بالطوب والحجارة.. وتفرح أن المحنة تعصف بالوطن؟!

هى عادة الأمريكانى ولن يشتريها.. هم يصنفونك على قوائم الأعداء منذ ستين عاماً بالضبط.. مهمتهم وهدفهم الواضح والصريح هو تشويه الصورة فى مصر.. وزمان فعلوها مع عبدالناصر الذى وقف لهم مثل العقلة فى الزور الأمريكانى.. فقاموا بحملات التشويه والتشكيك المتواصلة سعياً نحو جرك للوراء وتخريب الجبهة الداخلية المتماسكة.. وحتى بوفاة عبدالناصر لم تتوقف أصابعهم.. ومع أن الزعيم القومى عرف عنه الزهد والتعفف والانحياز للفقراء والعداء للاستعمار ونظافة اليد وطهارة السلوك الشخصى.. إلا أن هناك من الأجهزة الاستخباراتية ما حاول تشويه الصورة واستخدم رجالاً من عندنا لتنفيذ المخطط بعد وفاة الزعيم.. فإذا بهم يتحدثون عن عمالته للمخابرات الغربية والسى آى إيه الأمريكانى شخصياً. وهو الاتهام الذى سقط بسرعة لسذاجته.. ثم حاولوا التشكيك فى نزاهته الشخصية فاتهمه البعض بأنه اختلس كام مليون.. وهى التهمة التى لم تصمد ساعات لتسقط تماماً.. وأخيراً اتهمته إحدى الساقطات أنه كان مغرماً بالنساء.. وهى تهمة ضاحكة لأن ناصر بالذات لم يعرف غير البيت والعمل.

إن مهمة تشويه الرموز والحكام من أولى وظائف أجهزة المخابرات.. وهو ما تفعله الآن مخابرات الخواجة ضد عبدالفتاح السيسى الذى أقدم على خطوات توجع الخواجة.. كتنويع مصادر السلاح والعلاقات مع الدول.. والاقتراب والتحالف مع الصديق الروسى المعادى للأمريكان.. ثم لا تنس دوره فى تخريب المشروع الاستيطانى فى سيناء.. وفضحه للمخطط الجهنمى لتقسيم مصر!

أقصد أن المخابرات الغربية لا تتوانى ولا تتوقف.. وهنا يأتى دور الشعوب تدافع عن حكامها.

صحيح أن أداء عبدالفتاح السيسى داخلياً ليس كما توقعنا وحسبنا.. وهناك العديد من الملفات التى تحتاج للتعامل الصارم والواضح معها.. أهمها ملف الحريات العامة وملف الفساد وملف الغلاء الذى يكتوى به المواطن الغلبان.. ولكن من قال إن البديل هو إزاحة السيسى الذى يقف فى الخندق الوطنى رغم كل السلبيات!

لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الجبهة الداخلية بعافية حبتين.. ولن أقول إنها متصدعة.. ولو أننى من عبدالفتاح السيسى لتفرغت تماماً لبناء الجبهة التى تدافع عنك وتقف إلى جوارك وقت الشدة.. ولكن هناك شروط واضحة لبناء الجبهة، أولها أن تشرك المواطن فى صناعة القرار.. ولو بالحوار العلنى معه.. خصوصاً أن هناك تحالفاً علنياً بين الأمريكان وحلفاء الغرب لتحويل مصر إلى منطقة صراع.. هناك حصار نفسى ومادى ملموس.. هناك حالة من التربص والترصد وافتعال الأزمات وكلها لن يتم تجاوزها سوى ببناء الجبهة الداخلية والانحياز إلى الناس التى تقف وراء السيسى رغم مرارة الغلاء وتغول الفساد وسيطرة الفلول بغرض شد البلاد للوراء.

اضرب ضربتك يا سيسى والناس معك الآن.. الناس تدرك أبعاد المؤامرة فلا تتوان عن الهجوم المضاد بلا خجل أو كسوف.. واستخدم سلاح العقاب والمقاطعة مستغلاً حالة التضامن العربى فى مواجهة السفالة.. وهناك من الدول الصديقة المستعدة للوقوف مع مصر تدعمها وتشد من أزرها فى مواجهة الإرهاب والتطرف السياسى.. تماماً كما فعلت فرنسا مع تونس فى حادث ضرب السياح الفرنسيين هناك.

المشكلة أننا فى حاجة إلى تغيير الخطاب الدبلوماسى ليكون أكثر حسماً فى مواجهة التربص والترصد والوقوف ضدنا على الواحدة.. نحن فى حاجة لدبلوماسى فى حجم محمود فوزى.

هل عندكم محمود فوزى؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية