x

حول الترام والسيارة

الثلاثاء 10-11-2015 21:51 | كتب: اخبار |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : آخرون

قرأت مؤخرا أن هناك اتجاها لتسهيل بنكى أو حكومى للأفراد لشراء سيارات خاصة! هل تعانى تجارة السيارات من أزمة مبيعات نتيجة متغيرات العملات الأجنبية؟ هل هى دعوة لتكهين أكثر من نصف سيارات مصر التى تعدت عمرها الافتراضى، وأصبحت مصدرا لانبعاث الغازات الضارة، ولا تعطى صورة عن حداثة الحياة المصرية؟ أيا كان السبب، فإنها دعوة تؤدى إلى استفحال أزمة المرور الطاحنة. فبدلا من الدعوة إلى استعادة الترام السطحى السوبر باعتباره أكثر وسائل النقل الجماعى حمولة، وأكثرها أمانا، وأقلها ضوضاء، وأدومها عمرا بالقياس إلى الباصات الكبيرة التى تحتاج لإصلاحات مستمرة، والتى تُزيد من انبعاثات الغازات الضارة فى جو القاهرة المشبع فعلا بكثير من الملوثات، إضافة إلى زيادة الضوضاء والحوادث المميتة.

منذ عام 2001 وأنا أطالب فى بريد الأهرام باستعادة ترام القاهرة تخوفا من أزمة مرور متوقعة، مطالبا بإيقاف قرارات تفكيك شبكة ترام القاهرة.. لكن يبدو أننى كنت من الحالمين، فاستمر العداء ضد الترام ومازال ساخنا منذ أكثر من ثلاثة عقود بقرار محافظة القاهرة إيقاف مترو مصر الجديدة وإزالة خطوطه، كما حدث فى شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر!!

هل أصبح المسؤولون أسرى أفكار التخلى عن تعدد وسائل النقل الجماعى والتركيز المتحيز لواحد منه سواء كان الباصات الضخمة والميكرو والسيارة الخاصة؟؟ هل نحن أكثر تقدما من أوروبا التى استعادت الترام السطحى، أو من مدينة «دبى» التى أنشأت خطا سطحيا أكثر استجابة لحركة الناس، وعلى محطات قصيرة المدى إلى جانب المترو المعلق المتباعد المحطات.. صدقونى نحن نتخذ قرارات غير مدروسة بعمق، فنندم عليها مستقبلا.

د. محمد رياض - أستاذ الجغرافيا المتفرغ بكلية الآداب جامعة عين شمس

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية