عزيزى نيوتن..
فى ظل الأزمة الاقتصادية والوضع الاستثنائى الذى تمر به البلاد وحاجة مصر الملحة للاستثمارات والعملة الصعبة، فإننى كمواطن عادى أقترح خطوتين ربما تكونان من خارج الصندوق:
الخطوة الأولى- أن يتم التصالح الفورى مع جميع المصريين الفارين للخارج، سواء كانوا سياسيين أو رجال أعمال، ما عدا المتهمين فى قضايا لها علاقة بالإرهاب بدون أى قيد أو شرط إلا شرطاً واحداً فقط هو أن يعودوا بأموالهم من الخارج واستثمارها فى مصر فى المشاريع التى تحتاج الدولة لها، على أن تتم تسوية الأموال المستحقة للدولة واستردادها منهم لاحقا على دفعات تسدد للدولة من عوائد الاستثمار على مدى 10 أو حتى 30 عاماً! فى رأيى أن هذا الحل سيكون أكثر نفعاً لمصر من استرداد الأموال نقداً، لأنها من المؤكد أنها ستتبخر خلال أشهر قليلة فى أروقة الدولة العميقة دون فائدة مستدامة، بينما الاستثمار سيؤدى إلى التصدير وتشغيل العمالة وجلب العملة الصعبة من الخارج أى أنه ذو فائدة مستدامة.
الخطوة الثانية- فور الانتهاء من إجراءات التصالح فإننى أقترح على الرئيس السيسى أن يعقد اجتماعاً موسعاً ومغلقاً مع جميع رجال أعمال مصر دون استثناء لمحاكاة تجربة كوريا الجنوبية، عندما اجتمع الجنرال بارك فى ستينيات القرن الماضى مع رجال الأعمال الكوريين ولم يفتح باب قاعة الاجتماع إلا بعد أن تم الاتفاق على الخطوط العريضة للنهضة الصناعية الكورية الكبرى بشكل نهائى وحاسم وملزم للجميع.
ملاحظة: نحن فى أشد الحاجة إلى قرارات سريعة وحاسمة، فليست عندنا رفاهية الوقت، بل نحن فى وضع إما نكون أو لا نكون.
م. عادل كيشار
تعليق نيوتن: ما ذكرته فى رسالتك جدير بالاهتمام. جدير بالمناقشة والتطبيق. وقد تعمدت نشرها فى هذا الظرف العصيب. الذى يمر به الرجل صاحب الفضل فى دعوتى لكتابة هذا العمود. فما جرى له مؤلم غاية الألم. لأننى أعرفه منذ سنوات طويلة. أعرف قدره لا كمستثمر وطنى كبير. وهو كذلك بالفعل. بل كإنسان نبيل شريف. لم يفقد إيمانه بوطنه فى أى لحظة. وقد دفع ثمنا فادحا مرات ومرات. لشجاعته فى الحياة التى لم تخنه أبداً. هكذا عرفته. ولشجاعته فى تأسيس منبر للتنوير هو «المصرى اليوم». صلاح دياب القابض على الجمر الآن. لا يستحق أبداً من أى مخلوق هذه المعاملة. لا يستحق سوى الاحترام والتقدير. والآن أسأله: هل يريدنى أن أستمر فى كتابة هذا العمود بعد كل ما يعانيه؟.