x

رامي جلال فيلم «المريخى».. محاولة ثالثة لإنقاذ حياة «مات» رامي جلال الثلاثاء 03-11-2015 21:20


شاهدت فيلم «المريخى» بطولة «مات ديمون» وإخراج «ريدلى سكوت»، واكتشفت أن الفيلم لا ينتمى- كما قد يبدو من الوهلة الأولى- لما يُعرف بأوبرا الفضاء، ويُقصد بها أفلام الخيال العلمى الفضائية التى تضم مجموعة صراعات واثبة بين قوى كونية متضادة (مثل أفلام: العنصر الخامس، وحراس المجرة، وصعود المشترى). أما فيلم «المريخى» فهو «واقع علمى» بحت، وهذه هى نقطة قوته الحقيقية (تمت الاستعانة فى كتابته بعلماء فضاء ونباتات)، الفيلم يقدم رسائل علمية مهمة كالتأكيد على مبدأى التراكمية والأخلاقية فى العلم.

مع «المريخى» لن ترى فيلماً يوازى حبكة وتشويق فيلم (Interstellar)، أو براعة صورة فيلم (Gravity)، فيلم «المريخى» أبسط من ذلك بكثير، فلا ترفع سقف توقعاتك قبل مشاهدته. الطريف أن الفيلم يجمع بين عاملين متضادين: بطء الإيقاع والاستمتاع! ويعيبه الوضوح التام؛ فيمكنك بسهولة معرفة ما ستؤول إليه الأمور دوماً.

الفيلم ببساطة يناقش المحاولات الذاتية والمساعدات الخارجية لإنقاذ شخص تائه، تركته سفينته وراءها بالخطأ، على كوكب «المريخ»، وكان يمكن لفيلم «المريخى» أن يكون «الأريزونى» (نسبة لصحراء أريزونا)، أو «الدافيدوفى» (نسبة لبركان دافيدوف). أعتقد أن اختيار الفضاء بالذات كانت له أسباب تجارية وليست فنية؛ فكوكب المريخ لم يكن أبداً محوراً للأحداث، بالطبع كان مؤثراً فى طبيعة الحيل العلمية المستخدمة، لكن هذه الحيل كان يمكن أن تُستبدل بأخرى إذا كان البطل تائهاً فى قاع كهف «جارا» بواحة الفرافرة، أو على قمة جبل «رورايما» بالبرازيل.

النكتة أن الفيلم قائم على فكرة محاولة إنقاذ الممثل «مات ديمون» وهو نفس ما تم فى فيلم «إنقاذ الجندى رايان» (1998)، وفيلم «بين النجوم» (2014). كم هو محظوظ «مات ديمون»، البشرية كلها تنقذه كل مرة. بالمناسبة فإن أداءه «المريخى» كان باهتاً، وهذا غريب على موهوب ومتنوع مثله. وقد بدت شخصيته أكثر تماسكاً مما يجب أن يكون عليه إنسان تائه ويواجه الموت فى المريخ، هذا يتحدى قوانين علم النفس دون سبب مؤصل له فى أحداث الفيلم (كأن يكون البطل مصاباً بالتوحد مثلاً).

دهشة الأداء الباهت تزول حين نكتشف أن كل أبطال الفيلم كانوا ضيوف شرف، وبالتالى فالفشل كان للمخرج الذى لم يستغل طاقات ممثليه. لدرجة عدم بناء روابط بينهم وبين المشاهد (لن تتعاطف مثلاً أو تشجع أو تهتم بطاقم السفينة الأصلى فى قرارهم الأخير تجاه زميلهم التائه بالمريخ).

من سيشاهد فيلم «المريخى» سيستمتع بحصة علمية تشويقية خفيفة، ومن لن يشاهده لن يفوته الكثير، ومع ذلك يبقى السؤال: متى نرى سينما حقيقية على سطح كوكب «مصر»؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية