x

كرم كردي الساكت عن الحق كرم كردي الأحد 01-11-2015 21:17


«الساكت عن الحق شيطان أخرس» مقولة كلنا نعلمها، وكلنا نرددها، ولكنى أقول: الساكتون عن الحق شياطين، لأن موضوعنا المُتداوَل حاليا فى جعل خمسة تنفيذيين فى اتحاد الكرة كبش فداء لتصرفات آخرين هو الشيطنة بعينها. العقاب شىء بشع، فما بالك لو أن هذا العقاب يقع على أبرياء؟! إنه يتحول إلى ظلم، ولما يكون هناك مَن يستطيعون أن يرفعوا هذا الظلم، ويقفوا صامتين، ضاحكين، مبتسمين، راضين عن هذا الظلم، فهؤلاء لن تغمض لهم عين.

إن دمعة من عين مظلوم تساوى الكثير، تجعل الظالم يتلوى ويتألم، وتجعل الساكت على الظلم لا يغفل له جفن، لأنه شريك، حتى يرد الحقوق إلى أصحابها.

ما يحدث فى اتحاد الكرة من ظلم واقع على قامات كلنا نعتز بها شىء لا يصدقه عقل.

هل سنقف جميعا مكتوفى الأيدى أمام ممارسة صارخة واضحة، أساءت إلى سمعة مصر، ونترك الأبرياء يدفعون ثمنها وغيرهم كأن شيئا لم يكن؟! لابد من إحالة فضيحة السنغال إلى جهة عليا، تفصل فيها، ترى مَن أخطأ، ومَن هو برىء، ومَن يتستر على المخطئ.

ما المقابل الذى يساوى أن أستر على ظالم، ما الدافع الذى يجعل مسؤولين يدافعون أو يقفون متفرجين، والكبار يذبحون أمامهم، ماذا اقترف أنور صالح المحترم، الذى لم يؤذ إنساناً فى حياته حتى بنظرة، ما جُرم سمير عدلى، الذى أفنى حياته فى خدمة الكرة المصرية، وكان العمود الإدارى فى كل البطولات والإنجازات التى حققها منتخب مصر، ماذا فعل وليد مهدى ومصطفى طنطاوى غير أنهما كانا ملتزمين بتعليمات حسن فريد، المشرف على المنتخب؟!

شىء مضحك، وشىء يُبكى، الجميع يعلم مَن المُقَصِّر ومَن الذى تسبب فى فضيحة السنغال سواء بعمد أم بجهل، والكل يتفرج. يكاد لا تجد مقالا فى صحيفة أو برنامجا رياضيا إلا والجميع يتعجبون، كيف يحاول أهل الجبلاية محاولة إقناع الرأى العام بأن هؤلاء هم مَن أخطأوا وتسببوا فى فضيحة السنغال، لماذا لم يبحثوا وراء المتسببين الحقيقيين فى ذلك، لماذا نحاول أن نخلع عن أنفسنا ثوب الحق والعدل، ونلبس ثوب الباطل والظلم. كيف أنام وأنا ظالم كيف أعيش وأنا متستر على ظالم؟! لا أعرف، ولكن من المؤكد أنه مازال هناك مَن لديهم ضمائر سوف تستيقظ وتُبرئ ساحة المظلومين. الكرسى زائل والمناصب تتبخر، أين بلاتر الآن إمبراطور كرة القدم لعشرات السنين؟ قابع فى مكان ما فى انتظار ما تسفر عنه التحقيقات، وغيره من أباطرة «فيفا»، أليس فى ذلك عظة إلى أهل الجبلاية. هل نحن نعيش فى غابة، هل مَن أعطاه الله قوة وسلطة يفترى على العُزَّل؟! ليت كل باغٍ وظالم يعرف أن الدنيا دَوَّارة ويتذكر: «إذا دَعَتْك قدرتك إلى ظلم الناس فتَذَكَّر قدرة الله عليك». لن أملّ أو أكلّ أو أقصر فى الكتابة والحديث، حتى يرفع الله الظلم عن المظلومين.

أود أن أُذَكِّر مَن ينسى بأن «مَن بيته من الزجاج لا يُلقى الناس بالطوب»، البيت من زجاج هش، والجميع يرى ما بداخله، ربما أحيانا يكون العيب حاجزا يجعل الكثيرين يسكتون أو يصمتون، ولكن احذر غضب المظلوم، واحذر ثورة مَن تُهان كرامته، خاصة عندما يكون شريفا، عفيفا، محترما.

أيها السادة المسؤولون: ارفعوا الظلم عمن أصابهم الظلم، فالحياة قصيرة والكراسى زائلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية