x

مورينيو اصطدم بحافلة تشيلسي في جدار ليفربول (تحليل)

السبت 31-10-2015 18:07 | كتب: إسلام مجدي |
تشيلسي وليفربول تشيلسي وليفربول تصوير : رويترز

حقق فريق ليفربول فوزا مستحقا على مضيفه تشيلسي بنتيجة 3-1 ضمن منافسات الجولة الـ11 من الدوري الإنجليزي الممتاز ليستمر أسود لندن في السقوط.

وأعاد كلوب ذكريات الماضي وتفوق على مورينيو وأكد أنه متواجد بقوة في إنجلترا وظهرت شخصية متميزة للغاية أمام فريق غير متزن وتبديلات خاطئة جعلت الحافلة تتحطم حينما اصطدمت بجدار الريدز.

إذًا، لنكرر نفس الأسباب، لماذا خسر تشيلسي؟

بدأ مورينيو اللقاء بشكل تكتيكي معتاد 4-2-3-1 وثنائي الدفاع كان تيري وكاهيل وظهيري الجنب كانا أزيبليكويتا وزوما ثم محوري الإرتكاز مع اختلاف المهام كانا ميكيل وراميريس ثم هازارد التائه وأوسكار ضعيف اللياقة البدنية وويليان الذي كان يجري كالمجنون وكوستا الذي انشغل بصراعاته الفردية.

وللحظة حينما تقرأ الكلمات الماضية تسأل نفس السؤال ألا تعجبك تلك الأسماء، بمن ستلعب يا «سبيشيال وان»؟ تلك هي المشكلة الفعلية بمن سيلعب تشيلسي؟ أين البدائل المتاحة، هل ريمي هو المهاجم القوي الذي يعتمد عليه؟ ماتيتش انخفض مستواه كثيرا، فابريجاس أصبح لا يعتمد عليه، وهازارد يمر بأسوأ مواسمه على الإطلاق، ولماذا أصر مورينيو على فالكاو؟

فعليا وعلى أرض الملعب حينما تلعب بتكتيك 4-2-3-1 وبعقلية مثل عقلية مورينيو فإن لديك خيار وشكل تكتيكي معين وهو: ظهيري الجنب لا يتقدمان كثيرا وقلبي الدفاع ثابتان محور ارتكاز ومفسد هجمات وآخر صانع العاب متأخر يقدم همزة الوصل والتسليم والتسلم ثم صانع ألعاب متقدم يقوم بدور مهاجم الظل أيضا مع المهاجم وجناحين يقدمان دورا دفاعيا وهجوميا يتقدمان ويعودان لمنتصف الملعب ويشكلان تكتلاً على الجانبين في حالة اذا ما وقع الفريق تحت الضغط.

وماذا نفذ الفريق في مباراة ليفربول؟ «صفر» من تكتيكات مدربهم هازارد بدا وكأنه لم يأتي إلى اللقاء وتبديلات مورينيو كانت مليئة بالارتباك والأخطاء خروج ميكيل كان الخطأ الأكبر والاندفاع نحو الفوز في لقاء مثل هذا أنت بحاجة ماسة إلى الخروج بأي مكسب حتى وإن كان نقطة إلا أن كبرياء مورينيو كان دافعه الأكبر بإزالة أية حواجز دفاعية وزيادة سرعة الحافلة مما كلفه صدام عنيف مع جدار ليفربول المنظم للغاية والمنتشي تحت قيادة مدربهم الجديد يورجن كلوب.

ما ضرب تشيلسي حقا هو ارتفاع معدل الأعمار وعدم امتلاك البدائل أو السرعات المطلوبة حتى صفقة بيدرو أهملها مورينيو واللاعب بدأ يفكر بأنه أخطأ في الإنتقال لتشيلسي من الأساس، المشكلة الكبيرة التي تضرب تشيلسي حاليا هي في علاقة اللاعبين ومدربهم ثم ثقة الجماهير في الفريق والمدرب، اللاعبون أصبحوا غير واثقين فيما يقدمه مورينيو وأصابهم الكسل والخوف والجماهير تصيبهم الحماسة في البداية فقط ثم ماذا بعد؟ يفاجئهم أداء الفريق المتوسط للغاية.

الوقوع في نفس الأخطاء مثل السماح للخصم بالتسديد من خارج المنطقة ونقل الكرة وصناعة الفرص خاصة بعد خروج ميكيل من هنا أصبح ليفربول أكثر خطورة لأن ميكيل كان دوره أكثر بتغطية الفجوة الدفاعية الرهيبة التي تشكلها ثنائية تيري وكاهيل، لكن مورينيو قرر فجأة أن يهاجم هو مضغوط.

عدم امتلاك البدائل والارتباك التكتيكي وارتفاع معدل الأعمار وعدم توافر الحلول لدى الـ11 لاعبا المشاركين في اللقاء مع تشتت المدرب كل هذا كان يجب أن ينعكس على نتيجة اليوم وكل خسارة من الخسائر الـ9 لتشيلسي منذ بداية الموسم الذي من الممكن ان ينقذه البلوز لكن تلك قصة أخرى.

لماذا فاز ليفربول؟

هناك لمحتان تظهران تركيز مدرب عن مدرب أو انشغال مدرب في مشاكله الخاصة عن مدرب آخر قرأ المباراة وعرف ما يحتاجه فريقه حقا تلك اللقطة في المباراة هي تبديل هازارد ونزول كينيدي وعلى الجانب الآخر تبديل ميلنر ببنتيكي من شكل فارقا عن من، ومن قدم الإضافة التكتيكية التي احتاجها الفريق اكثر؟

ليفربول لعب بطريقة 4-3-2-1 وشارك ميلنر كجناح لكن ميلنر بدا منهكا وليس قادرا على تأدية ذلك الدور وانتظر كلوب حتى اللحظة المناسبة ونقل فيرمينيو للمشاركة في خط الوسط ولعب بمهاجم وساعد مورينيو كلوب حينما أخرج ميكيل حتى وان كان سيئا فإنه كان له دور كبير في ذلك اللقاء.

قدم كوتينيو مباراة كبيرة للغاية واستغلال نقطة ضعف الخصم وتسديد الكرة على المرمى حتى وإن حالفه الحظ في مرة فإنه يستحق أن يكون الحظ في جانبه خاصة بعد المستوى الكبير الذي قدمه، في المقابل لازال دفاع الليفر كارثيا لكنه لم يختبر بقوة بعد لكن أفضل ما أصبح يمتلكه كلوب هو مهاجم مثل بنتيكي وثلاثية لالانا وفيرمينيو وكوتينيو.

ليفربول صنع فرصًا كثيرة، 13 من أصل 16 هجمة وصلوا بها إلى المرمى، ولهم هجمة مرتدة منظمة وكان أسلوبهم في الضغط متميز ومن هنا تظهر لمسة كلوب المتميز واللمحة الفنية والمعنوية التي قدمها المدرب الألماني للريدز، في المقابل استسلم تشيلسي ولم يبادل الليفر نفس الاداء أو القوة.

بغض النظر عن العنف الواضح في الملعب، ليفربول سرقوا الكرة كثيرا من تشيلسي واستحوذوا على الكرة بفاعلية، وطوعوا المهارات الفردية لصالح الفريق وهو ما يفشل فيه تشيلسي بالإضافة إلى إنهاء الفرص التهديفية بطريقة رائعة، وأسلوب التمريرات القصيرة كان متميزا وأصبح هناك شكل واضح لكتيبة كلوب.

من هو أفضل لاعب؟

أفضل لاعب في اللقاء كان كوتينيو من دون شك البرازيلي قدم مباراة رائعة وكان متميزا في إيجاد الحلول والتسديد في اللحظة المناسبة.

من هو أسوأ لاعب؟

اختيار فالكاو قد يكون قاسيًا، لكن جون تيري هو لم يقدم شيئا يذكر وكان عبئا على خط الدفاع بالكامل ولم يقدم شيئا يذكر حتى دور القائد كان غائبا عنه.

في النهاية، تشيلسي قد يستمر في السقوط إن استمر مورينيو في العناد الفريق بحاجة لأن يفوز في 4 مباريات متتاليات على اقل تقدير لكي يستعيد الثقة التي فقدت تماما، على الجانب الآخر ليفربول أصبح فريقا قويا تحت إمرة كلوب لكن مجددا المدرب الألماني لايزال أمامه الكثير والكثير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية