كان التصويب الذى أرسلته إليك- بمناسبة مقالك عن الكوليزيوم- قد انصب على أن الرئيس الأسبق مبارك لم يكن هو الذى ألقى بوزيريه حبيب العادلى وأحمد المغربى فى المحرقة التى سعرت إرضاءً للجماهير، بدءاً من وكسة يناير 2011 (كما يسميها الكاتب الكبير محمد أبوكريشة)، قبل أن يتم الإلقاء به هو نفسه بعد ذلك فى المحرقة ذاتها، بل إن الرئيس الأسبق مبارك لم يعلم بنبأ القبض عليهما فى القضيتين اللتين تم تلفيقهما لهما آنذاك إلا من خلال التليفزيون، وأن الجميع يعلم بهذه الحقيقة ومن ثم أشكرك على مبادرتك إلى نشر ذلك التصويب فى حينه.
لكننى دُهشت من التعليق الذى ورد إليك من الدكتور يحيى نور الدين طراف، وسخر فيه من التصويب، حسبما جاء فى مقالك (رسالتان)، المنشور بتاريخ 30 أكتوبر 2015.
ورداً على هذا التعليق، أقول لصاحبه إن عدم ذكر اسمى لا يعنى أننى أنتمى إلى دائرة معينة يغمز إليها سيادته، بل أنا مواطن عاقل يقرأ التاريخ ويعى الأحداث، فها أنت ذاتك يا صديقى نيوتن لا تذكر اسمك الحقيقى مثلما كان يفعل الكاتب الذى سمى نفسه أنور وجدى، ويكتب مقالاته النارية بصحيفة أخبار اليوم، ومع ذلك لم يشكك أحد فى وطنيتك وإخلاصك ولا فى وطنية وإخلاص أنور وجدى.
ومن المعلوم- حسبما ثبت من أقوال جميع الشهود الذين سمعتهم محكمتا الجنايات فى قضية القرن، ومن بينهم اللواء عمر سليمان، والمشير محمد حسين طنطاوى، والفريق أول سامى عنان، وغيرهم من كبار المسؤولين فى الدولة- أن الرئيس الأسبق مبارك قد استقال بمحض إرادته وأن هذه الاستقالة كانت مفاجأة لهم، وأنهم حاولوا أن يثنوه عنها، لكنه صمم عليها وسافر إلى شرم الشيخ، رافضاً رفضاً باتاً مغادرة البلاد.
وبالتالى لا يصح وصف تواجده فى شرم الشيخ بأنه منفى اختيارى أو قسرى، وإنما هى بقعة غالية من أرض مصر المحررة، أنشأها مبارك فى ثوبها الحالى، وجاهد لتعميرها وتنميتها. ولا يعنى كلامى- كما يقول صاحب التعليق- أن مبارك كان يعلم مسبقا بقرارات المجلس العسكرى الذى كلفه عند تنحيه بإدارة شؤون البلاد، عدا قرار القبض على حبيب العادلى وأحمد المغربى، بل يعنى أن مبارك لم يكن له أى دور فى تلفيق التهم لهما، والتى حكم القضاء فى نهاية المطاف ببراءتهما منها.
وفى الختام، نأمل من صاحب التعليق أن يحدثنا عن إنجازات والده، المرحوم الدكتور نور الدين طراف، أول وزير للصحة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذى أمضى فى تلك الوزارة زهاء 7 سنوات (فى المرة الأولى)، وهى أطول مدة قضاها وزير صحة، والذى بدأ فى عهده استشراء مرض الالتهاب الكبدى الوبائى (فيروس سى) بين فقراء المصريين.