تتعرض الإسكندرية كل شتاء لأمطار غزيرة، تستمر أحيانا لعدة أيام متواصلة. وفيما مضى لم تكن هناك مشكلة فى صرف هذه الأمطار دون أن تتأثر حياة المواطنين. وصباح الأحد الماضى تعرضت الإسكندرية لأمطار غزيرة لحوالى ساعة فقط غرقت بعدها شوارع المدينة وتوقفت الحركة فيها وكانت الخسائر كبيرة.
أخبار متعلقة
ما حدث فى الإسكندرية هو من حصاد ستة عقود من الديكتاتورية أدت إلى الفقر، وانتشار الفساد والتسيب، وتدهور الأخلاق، وانهيار المرافق والخدمات والإنتاج، والأزمات والكوارث المتتالية. والعلاج الوحيد لكل ما نعانى منه من مشاكل وأزمات هو «الديمقراطية الحقيقية» التى تبعث الأمل والإحساس بالمسؤولية عند الشعب، وتطلق طاقاته، فيشارك بالعمل والرأى والحوار والرقابة والصبر، ويقوم نواب الشعب بواجبهم فى الرقابة والمساءلة والتشريع العادل، ويتحقق العدل والاستقرار باحترام الدستور روحا ونصا، وتطبيق القانون على الجميع بقضاء مستقل، ويقوم الإعلام الحر بكشف الفساد والأخطاء وعرض كل الآراء ومناقشتها، وتنشط الأحزاب وتتنافس ببرامجها لصالح الشعب. وبذلك يمكن أن تحل المشاكل من جذورها، وأن تُؤتى جهود التنمية ثمارها، وأن تتحسن أحوال الشعب ومعيشته، وبدون «الديمقراطية الحقيقية» لن يتحقق إصلاح جذرى فى أى مجال، ولن تنجح جهود التنمية، وسيهدر المال العام، وسنقضى حياتنا فى ملاحقة الأزمات والكوارث، وتعاطى المسكنات، وتغيير الوزراء والمحافظين دون جدوى!!.
د. محمود عادل عبد المنعم - أستاذ بطب الإسكندرية
