x

جمال الجمل عودة الجلاد (حواديت العباسيين-10) جمال الجمل الخميس 29-10-2015 04:05



(1)
تورط الزميل مجدي الجلاد (نتيجة ظروف معقدة يمر بها في المرحلة الحالية)، في الحديث بموضوعية فاضحة عن زملائه العباسيين، فقد وصف الإعلاميين أحمد موسى وتوفيق عكاشة (بالاسم) بأنهما «صنيعة الدولة»!

المعلومة ليست جديدة، لكن المكسب هو إعلانها بصراحة على الهواء، مع شروح محترمة تتحدث عن التأثير السلبي لإعلام التعليمات والوصاية على المتلقي، وتحذيرات من انحدار اللغة.
كان الجلاد هادئا ومنطقيا وهو يتحدث عن تقييم زملاء في الوسط الذي يعمل به، وصف أحدهم بأنه «نكتة طويييييييييلة»، لكنها بايخة وسلبية، ومن أهم وأجرأ ما قاله الجلاد إن الدولة صنعت هذه النماذج، وتحب هذا النوع من الإعلام!

(2)
يبدو ان الوفاق بين الجلاد والدولة هذه الأيام ليس في أفضل الحالات، ويبدو أن هذا الأمر له علاقة بعودة مجدي إلى مهنيته، فهو عندما يتحدث ويتصرف كإعلامي يبرز الفارق الكبير بينه وبين حثالة العباسيين، مجدي محقق محترف، وصحفي مثقف، وقارئ جيد أيضا، لديه إحساس فطري بالقضايا التي تهم القارئ، ولما أهمل هذه المميزات لفترة من الوقت، خسر الكثير، ولا أدري هل هذه الآراء النقدية العلنية مقدمة محسوبة لعودة «الجورنالجي» إلى أدواته ونزاهته، أم أن جرأته عابرة ومؤقتة فرضتها ظروف البرنامج التليفزيوني الذي تحدث فيه، بما يشبه لعبة «كرسي الاعتراف»؟
لا أعرف إذا كان الإعداد قد وضع نفس الأسئلة مثلا عن خالد صلاح، وخيري رمضان، وريهام سعيد، أم لا؟، ولا أعرف هل اعترض مجدي على أسئلة معينة قبل التسجيل، أم أن القائمين على البرنامج هم الذين ضبطوا بأنفسهم الجرعة المطلوبة لمعرفتهم بالمسموح والممنوع، ودراستهم بالمناطق الشائكة التي يجب تجنبها؟.

(3)
عندما قال مجدي: «الدولة صنعت هذه النماذج» لم يفاجئني، فقد خاض معركة مع أحمد موسى عندما كان رئيسا لتحرير «المصري اليوم» ألمح فيها إلى معلومات من هذا النوع، لكن المفاجأة الحقيقية أن الجلاد كان واضحا في توجيه اتهامه للدولة (الحالية) بالمسؤولية عن هذا النوع من الإعلام، وهذا هو مربط الفرس ونقطة الاحتكاك المهمة في رأيي، صحيح أنه قال العبارة ضمنا، ومن غير تصريح مباشر (قال: حالة.. والدولة «دلوقتي» بتحبها)

(4)
سألت نفسي: لماذا قال الجلاد: «الدولة»، ولم يقل «الأجهزة»، وهو يعرف الفارق، وهو يعرف أيضا أنه سيدفع ثمن هذه الموضوعية؟

(5)
يقول الخبثاء: إن هذا التكنيك يستخدم في إعلان «المواجهة»، كما يستخدم في «العتاب» من أجل فتح باب الحوار والتفاوض في شأن ما، فأيهما أقرب للجلاد؟، وفي أي طريق يفكر خلال الفترة المقبلة؟

(6)
لا أنتظر إجابة مباشرة على هذا السؤال، أنتظر أراء وممارسات تليق بالجورنالجي الشاطر الذي أعرفه عن قرب، وأتمنى أن يعز الله به وبأمثاله الإعلام، بدلا من أن تتبخر موهبتهم في صحراء العباسيين القاحلة.

(7)
لايجب أن أختتم هذا المقال قبل أن أشير إلى هاشتاج الأسبوع:
#موتي_يا_ريهام

جمال الجمل
[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية