عزيزى نيوتن
يشغل بالى أن برلمان الهند ذات المليار ومائتى مليون نسمة عدد نوابه 543 نائبا، وأن برلمان مصر ذات التسعين مليون نسمة يتعدى الستمائة نائب. ويظهر أمام العدد الكبير من النواب فى مصر عدم معرفة أغلبنا من الشعب بالمرشحين، وهو السؤال الذى يواجهنى به الناس أينما أذهب: ننتخب مين يا دكتور حسام، إحنا مش عارفين حد؟!
أرى أن الدستور المصرى الجديد قد عبر عن ثقافة مجتمعية تهتم بالكم والعدد وليس بالكيف ونوعية النائب. وكأن انتخاب عدد أكبر من ممثلى الشعب، الذين قد لا يعرف الشعب حتى أسماءهم، سيدلل على الديمقراطية مقارنة بانتخاب عدد أقل نعرفهم ونستطيع أن نقارن بينهم ونتابعهم.
كذلك، وللأسف، فإن نفس الدستور قد أقر نظاما للحكم يعتمد على الأغلبية البرلمانية الحزبية، ليكون رئيس الحكومة شريكا للرئيس رأسا برأس فى إدارة الدولة، فى ظل عدم وجود أحزاب ذات ثقل جماهيرى منذ أكثر من ستين عاما، وكلنا يعلم ذلك.
إن مصر تحتاج للتنمية المستدامة والاستقرار، حتى يكون لبرامج التنمية أثر فعال، وفى رأيى المتواضع من خبرتى عبر السنين أن مشكلة مصر لم تكن فى سلطات رئيس الجمهورية، ولكن فى كيفية محاسبته، وعدم تداول السلطة، وتوازن هذه السلطة مع السلطتين التشريعية والقضائية.
أرجو من الله أن يُخَيِّب البرلمان الجديد توقعاتى، ويضيف إلينا ولا يأخذ منا.
وأرجو من الرئيس أن يرتفع لمستوى توقعاتى، ويُشرك المجتمع المدنى فى الحكم، ولا ينفرد بالسلطة تحت أى حجة، ويحلل أسباب فشل العمل السياسى سابقا، ليتجنب القيام بنفس الإجراءات لأنه سيصل إلى نفس النتائج.
لقد قررت أن أكون إيجابيا وأكتب من باب خبرتى السياسية والأكاديمية الوطنية والدولية ما أراه أملاً لمصر وممكناً فى نفس الوقت فى كافة المجالات، ليأخذ منها صانع القرار ما يراه ملائما، فقد انتخبه الشعب ليقود، ودورنا هو طرح البدائل أمامه وأمام مؤسسة الحكم، وعليهم حسن الاختيار، وعلينا محاسبتهم الكلية بتحقيق الأهداف وليس بالقطعة.
د. حسام بدراوى
تعليق نيوتن
أتفق معك يا دكتور فيما قلت. وإن كان لى أن أضيف. فإن لكل مقدمات نتائج. ولكل غرس ثمار. فإذا كانت الديمقراطية قيما وإجراءات. فأرى أننا طبقنا الإجراءات على حساب القيم. والشكل على حساب المضمون. وتظل اختيارات الناس حبيسة للأفكار المتطرفة. كما حدث فى انتخابات 2012. أو لأفكار المغالاة والمبالغة. كما يحدث الآن فى انتخابات 2015. فتجد الناس لا تساند مرشحا مثقفا معتدلا فى آرائه وأفكاره مثل د. عمرو الشوبكى. ما نراه وما نعايشه يؤكد أن الديمقراطية الحقيقية قد تكون حلم بعيد المنال.
أو حلم ليلة صيف مثلما يقول شكسبير.