x

حمدي رزق دموع السيسى خلف النظارة السوداء! حمدي رزق الجمعة 23-10-2015 20:07


اللى بيحب السيسى يقوله، وأنا بقوله مخلصا لوجه الله، منسوب الغضب فى ازدياد، وعدم الرضا زاد، وفقدان الأمل صار يُرى فى العيون بالعين المجردة، الناس بتكلم نفسها فى الطرقات، حيارى عطاشى والفقر كاسرهم.

الناس تعبت يا ريس، الناس تعبانة، زهقانة، غاضبة، حزينة، كسيرة، تعصف بها الأنواء، وتكويها الأسعار، وتُلهبها الشائعات، يعتورها عدم اليقين فى الغد القريب، ويُنَكِّد عليها عدم الأمان، خشية مما هو آت، روح شريرة تَلَبَّست البلاد بالشائعات، تُشيع الاكتئاب، فرجة الأمل ضاقت فى النفوس، نغز فى القلوب وكرشة نَفَس، الناس حيرانة تتلفت حولها، تبحث عن شبح قادم من الخلف، سهم إخوانى مسموم.

البسطاء يريدونك كما كنتَ لهم، حامياً لظهورهم، متفقداً أحوالهم، عاكفاً على قضاء حوائجهم، كُن لنا لا تكن علينا، اسمع منا ولا تسمع عنا، كن قريبا منا كما كنت دوما، لا يعزلَنَّك عن البسطاء حاشية السلطان، وأنت كما قلت أخيرا لستَ بسلطان.. ومَن يستعذ من السلطان كمَن يستعيذ من الشيطان.. اللهم اخزيك يا شيطان.

«هذا الشعب لم يجد مَن يحنو عليه».. أتتذكر هذه العبارة، فتحت لك الطريق سالكة إلى القلوب، كيف غارت مياه المحبة بعيدا فى القلوب اللى بتحبك، وأنت عنهم غافل، تركتهم لحكومات جاحدة تنفذ فيهم الأعاجيب، تنحل وبرهم بالضرائب، وتجلدهم بالأسعار، أسمع فى الجوار أنات المرضى لا يجدون دواء.. يترجون من الله شفاءً.

لا خير فينا إن لم نَقُلْها، ألا تسمع يا ريس الصرخات من الغلا والكوى فى الأسواق، القدور تغلى فى قعور البيوت بماء قراح، والدموع حبيسة فى العيون، العذاب على شفاه تبتسم من القهر، الشكوى لغير الله مذلة، والناس لسانها دلدل من الشكوى ولا مُجيب.

يعبر الموسيقار محمد عبدالوهاب عن حالنا فى «من غير ليه»، وبتصرف، عايشين أيامنا ما نعرف ليه، ولا رايحين فين، ولا عايزين إيه، مشاوير.. مشاوير.. مرسومة لخطاوينا، نمشيها فى غربة ليالينا.. مشاوير، يوم تفرحنا بمشروع، ويوم تجرحنا بمرسوم، واحنا ولا احنا عارفين ليه.. ليه.. ليه.

كنتَ منا.. لماذا صرتَ رئيسا علينا، قرارات وقوانين ومراسيم، كل يوم بقرار، وكل صباح بقانون، والقوانين فقط للفقراء، والقرارات فقط على الفقراء، تطحن الفقراء، تزيدهم فقراً على فقر، والأغنياء يرتعون فى مرابعنا، ويلعبون بمصالحنا، ويتاجرون بأقواتنا، ويُخرجون ألسنتهم لنا فى المنتجعات، نحن ندفع من القوت الضرورى لنمول القوت الضرورى، حرب الإرهاب، من دقنه وافتل له، وهم يتاجرون بالأقوات، هم يستوردون الكافيار ونحن نكمل عشانا خيار.

سيادة الرئيس يا مَن تبكى حزنا علينا، لا تَبْكِ علينا، امسح دموعك، وافرد قلوعك، وضلل على الفقراء، لا ترتدِ النظارات السوداء، اخلع نظاراتك سترى، انظر ها هى الأيام تمر بنا غبية رمادية لا يبين لها فجر، «وما الإصباح منك بأمثل»، نفسنا فى ومضة أمل، كانت عينيك بتبرق أمل، خَبَت اللمعة، وبهتت الابتسامة، يظللك عبوس، أخشى عليك من القنوط، العبء ثقيل والمشوار طويل، ولكن ليس هكذا نكمل المشوار.

تتوق أنفسنا إلى كلمة حلوة لا يتبعها أذى برسوم.. بمرسوم، بضريبة، اسمع دعاء الغلابة، حتى ساعته يدعون لك فى الجوار، لماذا تصم آذانك عن الدعاء المستجاب، وعلى رأى محرم فؤاد: «مش باطلبها منك صدقة أو إحسان، زى أنا ما باقولها قولها انت كمان، زى ما كنت بتعرف تيجى تقولها زمان، وأظن انت فاهمنى وفاهم إيه بيألمنى».

وأختم بهانى شاكر: «مش حطلبها منك تانى ولا اترجى فيك وإن ما رجعتش لشعبك أنا مش حنده عليك».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية