x

صبري غنيم امتناع الناخبين.. رسالة خطيرة للسيسى صبري غنيم الأربعاء 21-10-2015 21:27


- الذى حدث فى انتخابات مجلس الشعب فى المرحلة الأولى كان رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسى، ولا أعرف هل وصلته هذه الرسالة أم أن معاونيه أخفوا عنه امتناع الناخبين عن التصويت وزينوا له العملية الانتخابية بأنها كانت على ما يرام.. مصيبتنا فى الحاكم عندما ينشغل بالسياسة الخارجية يعزل نفسه عن مشاكل القاعدة الشعبية، ويعطى الفرصة لمعاونيه بأن يزينوا تقاريرهم بالأكاذيب.. مع أن رجلا مخابراتيا بحجم السيسى لا يمكن أن تفوته دبة النملة، فأكيد أنه على علم بكل الأحداث لكنه لا يريد أن يتدخل حتى يأتى مجلس النواب بإرادة شعبية لا دخل للنظام فى العملية الانتخابية.. وأنا معه لكن كان من باب أولى أن تنقل الأجهزة الأمنية الموقف برمته إلى الرئيس، وبالذات الاستعدادات المسبقة التى أعدتها الأحزاب الدينية للعملية الانتخابية، وكيف خططت للقفز على مقاعد البرلمان.. المصيبة أن كثرة عدد الأحزاب عندنا أدخلت الناس فى متاهات لدرجة أن أغلبية هذه الأحزاب أسماؤها لم تكن مهضومة فى الشارع المصرى.. وقد كانت فرصة الأحزاب الحديثة أن تلعب دورا وطنيا فى توعية الشباب بخطورة مقاطعة الانتخابات.. لكنها للأسف تفرغت للصراعات ولم تضع فى اعتبارها السيناريو المقابل فى حالة تكويش الأحزاب الدينية على أصوات الأحياء الشعبية.

- فالقضية لم تعد الآن قضية إنصاف الأميين أو المحتاجين الذين يبيعون أصواتهم، أو قضية الأحزاب التى تشترى ضمائر المصريين باسم الشريعة الإسلامية.. وكلها أقنعة لخلايا إخوانية نائمة على استعداد أن يلبسوا النقاب من أجل التكويش على الأصوات.. مع أن هذه الأحياء الشعبية فيها شرفاء ورغم حاجتهم المادية رفضوا أن يبيعوا أصواتهم.. وكانت حيرتهم من هو المرشح الذى يستحق أصواتهم بعد أن اكتشفوا أن العملية الانتخابية «لبن سمك تمر هندى» بسبب غياب الوعى الانتخابى.. فكانت الأصوات تعطى لمن لا يستحق على طريقة «بختك يا أبو بخيت».

- لا ينكر جاحد أن السيسى ليس له أطماع ولا يتطلع إلى كرسى الرئاسة طويلا، وكون أنه يعيد ترتيب البيت ويسعى فى أن يغسل القلوب من الحقد والغل فى تعامل المصريين مع بعضهم.. فهذه مهمة صعبة تحتاج إلى جيل من الاختصاصيين النفسيين.. وقد لا يجد من يساعده فى تحقيق أحلامه لذلك يطالبنا بأن نزرع الأمل، فقد كان يتمنى أن تمد الأحزاب السياسية يدها له لكنها تفرغت لمعارك جانبية، ولم يعد الشارع المصرى جزءا فى برامجها.. وعندنا الدليل.. فقد كشفت العملية الانتخابية الفراغ السياسى فى الشارع المصرى بسبب غياب هذه الأحزاب عن دورها فى التوعية للعملية الانتخابية وتربيطاتها مع الناخبين، ربما يكون حزب «فى حب مصر» فى مقدمة الأحزاب ويليه «المصريين الأحرار»، فقد حصد كل منهما على أصوات فى المرحلة الأولى لم تكن فى حجم الأصوات التى كان الحزب الوطنى يحصل عليها، وقد يكون السبب فى ذلك هو عدم تدخل الحكومة فى المساندة أو التزوير، وقد شهد بنقاء العملية الانتخابية جميع المراسلين الأجانب الذين تابعوا الموقف عن قرب.

- الذى لا أقتنع به أن المقربين من الرئيس السيسى يؤكدون أنه لا يزال يتمتع بالشعبية التى رفعته فوق الرؤوس فى ٣٠ يونيو، وأنا أقول للرئيس «لا يا سيادة الرئيس.. شعبيتك فى هبوط تدريجى، وأكيد أنك على علم بالأسباب، فأنت إلى اليوم لم تضبط الأسعار.. ولم توفر فرص العمل للشباب.. ولم نسمع أن صندوق تحيا مصر قام ببناء مدن سكنية للشباب.. ففى عهدك يا سيادة الرئيس ارتفعت أسعار الشقق للشباب وارتفع القسط الشهرى ما بين ألف وثلاثة آلاف جنيه.. مع أن مبارك كان يمنح الشباب إعانة مادية فى مشروع «ابنى بيتك» ولم نسمع أن معاونيك جمعوك مع الخبير المصرى محمد عمارة ليطرح عليك مخاوفه من فشل توزيعك مليونا ونصف مليون فدان على الشباب، وقد كان للنظام السابق تجارب فاشلة.. كل ما نسمعه الآن هو تدهور الجنيه المصرى وأن الدولار فى السوق السوداء يباع بتسعة جنيهات وغدا يصل إلى العشرة.

- وهنا أقول يا ريس الحق نفسك حتى لا يقع البلد وساعتها لن ينفعك معاونوك بل سيكونون أول الفارين.. أقول رأيى هذا لأنى أحبك وأقسم لك بالله أننا لن نجد سيسى آخر أكثر منك وطنية.. وإذا كنت تعتبرنا أصدقاء فصديقك من صدقك القول.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية