بصورة أو بأخرى جرت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. لاحظنا عزوفاً عن المشاركة. مقارنة بالانتخابات والاستفتاءات السابقة. التى تلت ٢٥ يناير. العزوف ليس من جانب الناخبين فقط. سبقه عزوف المرشحين الذين يخوضون الانتخابات هذه المرة. لا أحد يعرفهم. باستثناء قلة قليلة. النجوم غابوا عن السباق. أقصد نجوم السياسة الذين لهم جمهور بالفعل. لم يظهروا فى الصورة ولو حتى كمساندين لمرشحين آخرين. كانوا كل الصورة حتى وقت قريب. الآن اختفوا كلية من الصورة. هذا أمر لا يحدث إلا فى بلادنا. أحمد شفيق تتفق أو تختلف معه. حصل على ملايين الأصوات. لم يكن حاضرا. عمرو موسى تتفق أو تختلف معه له جمهور عريض. لم يتحمس للمشاركة. البرادعى قل فيه ما شئت مازال قطاع كبير من الشباب يستمع لما يقوله. يغرد خلفه. هل خسرنا هؤلاء؟ ولماذا؟ هل هم السبب أم نحن السبب؟
لا شك أن توسيع دائرة المشاركة هى دائما مسؤولية الدولة. ولا أحد غيرها يتحمل ذلك. قبل ٢٥ يناير كانت هناك حيوية اقتصادية بدون حيوية سياسية. بعد ٢٥ يناير كانت هناك حيوية سياسية بدون حيوية اقتصادية. الآن لا أعلم إلى أين نحن ذاهبون. هناك جهود كبيرة تبذلها الحكومة والدولة. لكن شىء ما غامض يعوق التقدم. الأمر لا أظنه يتعلق بقوة أو ضعف المشاركة فى الانتخابات. أظنه أبعد من ذلك.
قد يكون عدد اللجان أكبر كثيراً من أى انتخابات مضت. لهذا لاحظنا هذا الفراغ. قد يكون الحضور طبيعياً بالنسبة للانتخابات البرلمانية. الشىء الغريب هو المزاج السائد. أقصد الجو العام السائد. نحن لا أمر لنا ولا نهى. أصبح الآن الرجاء كله فى البرلمان.
ولكن هل سيكون البرلمان مكوناً من مجموعة من المجهولين أو المشاهير الذين لا يطمئن إليهم أمثالى. قد يكون هذا هو سبب الإحساس العام بالاكتئاب. ذات يوم شعرت باكتئاب شديد. هذا قلما يحدث لى. اتصلت بطبيب صديق تليفونياً. وصفت له حالتى. دلنى على أن أتناول منه قرصاً. أتناول منه قرصاً كل صباح. داومت عليه لمدة أسبوعين. حالتى تحسنت خلاله للغاية. لم أعد فى حاجة إليه. اليوم أعتقد أن الكثيرين فى حاجة لهذا الدواء. سأبدأ بنفسى من اليوم. الحل العملى الوحيد هو خلطه مع مياه الشرب. حتى يتغير المزاج العام. بعدها علينا أن نبتسم جمعياً. علينا أن نفرح ونستعد للاحتفال بالبدء فى مفاعل الضبعة النووى. سيتم إتمامه وتشغيله فى وقت قياسى. ثم بعدها بقليل ستكون العاصمة الجديدة على وشك الانتهاء. فلنبشر جمعياً. فالخير قادم ومعه أشياء كثيرة أخرى.