منذ أسبوعين، قام المذيع «أحمد موسى»، بقناة «صدى البلد» بعرض فيديو للعبة أطفال تسمى «اعتداء الأباتشى» على أنها ضربات عسكرية لروسيا فى سوريا، وكانت فضيحة محلية انتقلت للإعلام الدولى، وهذه هى النهاية الطبيعية لترك الإعلام- تمويلاً وصناعة- فى يد مجموعة من غير المؤهلين.
تسليت بالأمس بمشاهدة المزيد من «الموسويات»، وهى فقرات مثل التى يعرضها الأخ موسى ولكن بإبداع آخرين. وجدت فيديو قديماً وطريفاً للمذيعة «إيمان الحصرى» على قناة «المحور» تحاور فيه تليفونياً شخصاً عرفته على أنه عضو الاتحاد الأمريكى للفلكيين (لم تكلف المذيعة نفسها هى أو فريق إعدادها بالبحث ومعرفة أن الاتحاد المذكور كيان وهمى عبارة عن موقع إلكترونى يبدأ الاشتراك فيه من 45 دولاراً). طالبت المذيعة الجماهير بأخذ كلام الضيف على محمل الجد وقالت إن الضيف «أجرى حواراً مع كائن فضائى» (وهى لا تعلم أنها فى تلك اللحظة بالذات كانت هى من تجرى حواراً مع الفضائيين، لأن هذا الشخص لا يمكن أن يكون إنساناً عادياً، هو أحد الكائنات التى تتواجد بكثرة فى مستشفى العباسية، شفى الله الجميع).
قال الرجل إن الكائنات الفضائية تسيطر على الكواكب واحداً فالآخر بالتتالى لأخذ الخيرات، وجاء الدور الآن على كوكب الأرض (فكرة ملطوشة من الفيلم الأمريكى «يوم الاستقلال»). وجاء بالحلقة- نقلاً عن الكائن الفضائى- أن الإسلام ظهر على كوكب المريخ قبل أن تقوم القيامة عليه (لعب بالدين لدواعى الترويج). وقال الضيف إن عدداً من الشخصيات السياسية هى كائنات فضائية متنكرة مثل بوتين وأوباما، وهيلارى كلينتون التى شاهدها بعض الناس تتحول لأنها من «الزواحف المتحولة».
المذيعة كانت على قدر الضيف تماماً، فقالت له إن ما يقوله يلامس كتابات «الماسونية الأولية» (وهذه أكيد غير الماسونية الثانوية والثالوثية). وأضافت بعض البهارات وسألته عن لقائه بالكائن الفضائى قائلة: «مجبش سيرة الإخوان؟». ثم قالت له إنها تريد أن تطمئن وتعرف ماذا سيحدث بعد أن تنزل تلك الكائنات. وأخيراً صرخت «يا نهار أبيض» بعد أن عرفت أن الكائنات ستأتى إلى الأرض بعد عامين فقط.
من العبث الرد على ما جاء فى الفيديو من هراء وغثاء «علميين»؛ فهذا ينزلنا إلى منزلة الكائنات الفضائية فعلاً.. الضيف كائن يحتاج إلى علاج نفسى حقيقى ولابد أن يتبرع أحد الأطباء بذلك، ولو أمكن أيضاً نرجو علاج بعض «الإعلاميين». ويبقى السؤال: من هو الكائن الفضائى الحقيقى: المذيعة أم الضيف أم المشاهدون أم أنا؟ أكيد أنا!.