يقول لنا التاريخ إن محطات استهداف مصر من الغرب كانت شديدة الارتباط بالمراحل التي كانت مصر تمر بفترات نهضة طموحة، سواء كان ذلك في عهد محمد على باشا، أو في عصر إسماعيل، أو في عهد عبدالناصر، وما لا يختلف عليه أحد هو أن محمد على حقق طفرة في مصر في أكثر من مجال، وعلي رأس هذه المجالات بناء جيش قوي كان على رأسه قائد فذ هو إبراهيم باشا، ابن محمد علي باشا، الذي «قاد جيشه من نصر إلى نصر»، وهو التعبير المحفور على اللوحة الرخامية أسفل تمثاله في ميدان العتبة، حتي أصبح جيش محمد على مبعث قلق للأوروبيين، حتي إن إبراهيم باشا كان واقفاً بجواره في إحدى فتوحاته على مشارف الإمبراطورية العثمانية التي تتبعها مصر، وسأله أحد قناصل أوروبا إلى أين تمضي؟ فقال «إلي حيث أكلم الناس ويكلمونني بالعربية.. إن الناس على شاطئ البسفور والدردنيل ينادونني»، فكان إبراهيم باشا بأقواله هذه.
ولذلك فقد تكالبت عليه وعلي مصر أيضاً بريطانيا وفرنسا وروسيا وضربوا الأسطول المصري العثماني في «نافارين» زي النهارده في ٢١أكتوبر ١٨٢٧م وكان إبراهيم باشا منشغلاًعن هذه المعركة بالحرب في المورة، وكان من نتائج هذه الحرب الاحتلال الفرنسي للجزائر واستقلال اليونان عن الإمبراطورية العثمانية.