x

يحيى الجمل انتخابات إكمال خريطة الطريق يحيى الجمل الأحد 18-10-2015 21:18


بعد أن استعاد الشعب المصرى مؤسسات دولته التى كانت قد اغتصبت بعد الخامس والعشرين من يناير من قبل من لا يستحقون شرف الانتماء إلى مصر جاءت ثورة الثلاثين من يونيو لكى تعيد الدولة المصرية العريقة إلى أهلها، وأعلن بعد ذلك عن خريطة الطريق التى تتكون من مراحل ثلاث. وقد تمت مرحلتان من هذه الخريطة وبقيت المرحلة الثالثة التى نحن بصددها الآن.

وقد كانت المرحلة الأولى هى وضع مشروع الدستور والاستفتاء عليه وكانت المرحلة الثانية هى انتخابات رئيس الجمهورية.

ونحن الآن على أبواب المرحلة الثالثة وهى انتخاب مجلس النواب.

وعندما يسعى هذا المقال إلى قارئه صباح يوم الإثنين القادم تكون الانتخابات النيابية قد تم إجراؤها فعلاً فى الدائرة التى أنا مقيد بها بمحافظة الجيزة.

وسوف أذهب مبكراً إلى مقر الدائرة لأقوم بواجبى الانتخابى.

وأنا أكتب الآن فى - مساء الجمعة – فيما أطلق عليه مرحلة الصمت الأنتخابى.

وهى تجربة جديدة على لكنى أعتقد أنها تجربة طيبة ومفيدة حيث يستطيع الناخب فى هذه المرحلة – مرحلة الصمت الانتخابى – أن يفكر بشىء من التروى فى المرشحين الذين سيتحمل مسؤولية اختيارهم.

وأنا الآن فى هذه المرحلة. ولما كان هذا المقال سيصل إلى قارئه بعد أن تكون الانتخابات فى الدائرة التى سأدلى فيها بصوتى قد تمت فعلاً فإنى لا أجد حرجا فى أن أكتب اسم اثنين من المرشحين الفرديين اللذين أحسست بطمأنينة انتخابية عندما سأكتب اسميهما بإذن الله وهما: الكاتب عبدالرحيم على الذى لعب دور كبيراً فى كشف ضلالات المجموعات التى تدعى الانتماء إلى الإسلام والإسلام منها برىء، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، أما الثانى فهو الكاتب المثقف الوطنى المتميز الدكتور عمرو الشوبكى. وقد كتبت الاسمين بغير أى شعور بالحرج أو اتهامى بأننى أعمل دعاية انتخابية. قطعاً هذا غير وارد إذ أنه عندما يقرأ القارئ هذا الكلام أكون بالفعل قد قمت بواجبى الانتخابى بإذن الله.

بعد ذلك أتحدث عن الانتخابات نفسها وعن مهمة المجلس القادم.

أنا واثق أن الانتخابات ستجرى بغير أى نوع من المسخ أو التزوير الذى اعتدنا عليه فى الغالب من مجالسنا الانتخابية فيما مضى من انتخابات، ذلك أنه لا أحد من مؤسسات الدولة له صالح فى مثل هذا التزوير، كما أن عيون العالم كله متجهة الآن على مصر لترى ماذا سيحدث فى هذه الانتخابات. لقد اكتسبت مصر فى الفترة الماضية ثقلاً دولياً غير منكور. وقد بدأ هذا الأمر – الثقل الدولى لمصر – منذ انعقاد المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ ثم الانتهاء من حفر قناة السويس الجديدة بأيد مصرية وأموال مصرية لتكون بحق هدية مصر إلى عالمها.

وأصبح هذا الثقل الدولى حقيقة مؤكدة لا مرية فيها بعد أن حازت مصر على تلك الأغلبية الساحقة فى انتخابات الأمم المتحدة لأحد المقاعد – غير الدائمة – فى مجلس الأمن الدولى الذى هو أهم مؤسسات منظمة الأمم المتحدة.

وخطورة القضايا التى ستعرض على المنظمة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية تجعل لوجودنا فى مجلس الأمن أهمية خاصة ذلك إلى جوار العديد من القضايا الهامة التى ستعرض على مجلس الأمن خلال عامى 2016 و2017 أى فى فترة عضوية مصر فى مجلس الأمن.

ومن هذا كله تبدو أهمية الانتخابات الحالية.

أما أهمية المجلس القادم فإنها أيضاً أهمية كبيرة.

أولى المهام التى تنتظر المجلس هى إقرار التشريعات التى حدثت فى غيبة المجلس وهى كثيرة متعددة متشعبة الموضوعات.

وقبل النظر فى هذه التشريعات التى يتعين أن يبدأ نظرها خلال خمسة عشر يوماً من انعقاد المجلس – وإن جاز للمجلس بطبيعة الحال أن يؤجل مناقشة بعض هذه التشريعات إلى مواعيد لاحقة.

ولكن ما هو مهم وعاجل فهو وضع اللائحة الداخلية لعمل المجلس. وهو عمل فنى دقيق وفى غاية الأهمية والخطورة.

صحيح أن تجربتنا البرلمانية ترجع الآن إلى قرابة قرن من الزمان منذ ثورة 1919 ودستور 1923 بل وترجع إلى أيام الخديو إسماعيل وما كان موجوداً فى عهده من مجالس تشريعية. كانت نهضة مصر بعد محمد على وخلال حكم إسماعيل قد أذنت بها. «فى عهد إسماعيل مجلس شورى النواب» بمقتضى لائحة ودستور 1866 ولكن كل هذا لا يهَوّن من خطورة ما نحن مقبلون عليه مما يستوجب أن يكون كل مواطن مصرى على قدر المسؤولية الملقاة عليه أمام هذا البلد الذى أعطانا كل شىء. وينتظر منا أن نرد له بعض الجميل. إنها مسؤولية وإنها أمانة.

يجب أن نسعى جميعاً إلى صناديق الانتخاب. هذه مسؤولية كبيرة وعلينا جميعاً أن نجعل مصلحة الوطن نصب أعيننا ونحن نختار نوابنا.

والله يحفظ مصر ويوفق شعبها إلى ما فيه خيرها وخير أمتها العربية.

والله المستعان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية