هل يمكن أن يجتمع الهوس الجنسى مع الهوس الدينى؟!
قبل حزب النور الموصوف بالسلفى كان من الصعب أن نصدق ذلك. فالوازع الدينى ينبغى أن يجنب أصحابه الوقوع في براثن الرذيلة والاستجابة لوسواسها الخناس. أما وأن ذلك قد حدث بالفعل لدى كثيرين من المنتمين للنور وأدعياء السلفية، فبات يشكل ما يشبه الظاهرة لديهم. فإن علينا أن نتشكك في وجود أي وازع دينى أو أخلاقى عند أصحاب هذا التيار بعد أن ثبت أن الدين لديهم كان مجرد ستار لارتكاب الرذائل والموبقات، وإبعاد الشبهات عنهم. فمن على ونيس إلى البلكيمى إلى عناتيل المحلة وسمنود والزقازيق وغير هؤلاء ممن انتقلت أخبارهم من صفحات السياسة بالصحف اليومية لتغص بها مجلات البورنو والبلاى بوى. وقد كنا نحسب أن فضائح هؤلاء التي انتشرت على الملأ كفيلة بدفعهم أو إجبارهم على الانزواء خجلا عملا بقول الرسول «ص» (إذا بليتم فاستتروا).
إلا أنهم مازالوا مستمرين في التبجح حديثا باسم الله وافتعال المعارك مع غيرهم بهدف الحصول على صك بالبراءة وسلامة القصد والنية، بعد أن ضربتهم الشكوك وأضعفتهم الريبة. ولعل آخر تلك المعارك المفتعلة ما أثاروه مع حلمى النمنم حول تصريح أدلى به بأن مصر علمانية طوال تاريخها. ليخرج هؤلاء بعدها من الكهوف مدججين بمشاعر الغيرة الزائفة على الإسلام والهوية. وهو ما كشف جهلهم بمعنى العلمانية التي قصدها وزير الثقافة ليضيفوا الجهل بفلسفة العلوم إلى جهلهم بالدين الذي يدعون تمثيله. فالعلمانية باختصار هي النأى بالدين عن السياسة وليس النأى بالدين عن المجتمع وأفراده. العلمانية في أبسط معانيها هي ألا نختصر الدين في مجرد حزب يحتكر التحدث باسم الله ويحرم كل من هم خارجه من شرف التدين والتقوى. أما العلمانية كما يفهمها الشعب بحسه الفطرى فهى ما عبر عنه في المثل القائل «اللى عايزه البيت يحرم على الجامع». والغريب أن يدعى هؤلاء نبذهم للعلمانية في الوقت الذي لا يألون فيه جهدا في سبيل إقناع بعض السذج من الأقباط بإيمانهم بها لإغرائهم بالانضمام إليهم في قوائم انتخابية، وهم الذين كانوا ومازالوا يحرمون مجرد تحيتهم بالسلام أو مشاركتهم الأفراح بأعيادهم أو مخالطتهم في الطعام. فالأقباط في زمرة الكفار قبل الانتخابات وفى أعداد المواطنين البررة في وقتها. ألا يعنى ذلك أن الدين بالنسبة لهؤلاء مجرد أداة لحصد الغنائم وجنى الأرباح. وأن العلمانية التي يدعون كراهيتهم لها مجرد كارت سياسى يشهرونه في وجه منافسيهم وقت اللزوم بانتهازية تتعارض مع مبادئ الدين والأخلاق.
هكذا أصبح الدين مجرد وسيلة وليس غاية لدى هؤلاء. هو عندهم ستار يخفى وراءه أغراضا شخصية لا علاقة لها بالإسلام ولا الهوية. ليصبح الهوس السياسى مجرد مظهر أو محاولة لتفريغ ما يكنونه من هوس جنسى جامح!