x

«زي النهارده».. وفاة الفنان يوسف وهبي عميد المسرح العربي 17 أكتوبر 1982

السبت 17-10-2015 06:18 | كتب: ماهر حسن |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : آخرون

ولد عميد المسرح العربي والممثل والمخرج المسرحي الرائد يوسف وهبي، على شاطئ بحر يوسف في الفيوم وفي 17 يوليو 1900.

كان والد يوسف وهبي، عبدالله باشا وهبي، مفتشاً للري بالفيوم، وهو الذي قام بحفر «ترعة عبدالله وهبي» بالفيوم، والتي حولت آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية إلى أراضي زراعية، كما أنشأ المسجد المعروف باسم «مسجد عبدالله بك» المطل على كوبري «مرزبان» بالفيوم.

بدأ يوسف وهبي تعليمه في كتاب العسيلى بمدينة الفيوم، بمسجد العسيلي وتلقى تعليمه بالمدرسة السعيدية، وشغف بالتمثيل لأول مرة في حياته عندما شاهد فرقة الفنان اللبناني «سليم قرداحي» في سوهاج.

وبدأ ممارسة هوايته بأداء المونولوجات بين النادي الأهلي والمدرسة كما عمل مصارعاً في سيرك «الحاج سليمان» حيث تدرب على يد بطل الشرق في المصارعة آنذاك المصارع «عبدالحليم المصري» وكرد فعل طبيعي لـ«العار»، الذي لحق بسمعة عائلته من جراء فعلته قام والدة بطرده من بيت العائلة، وألحقه بالمدرسة الزراعية في محاولة منه لـ«إصلاحه وتهذيبه» حينما وجد ابنه يتجه للتمثيل.

ولم يستجب يوسف وهبي، وهرب لإيطاليا لتعلم المسرح بعد الحرب العالمية الأولى بإغراء من صديقه القديم «محمد كريم»، وتتلمذ على يد الممثل الإيطالى «كيانتوني» وغير اسمه إلى «رمسيس»، ولم يعد إلى مصر إلا في 1921 بعد وفاة أبيه وحصل على حصته في الميراث المقدرة بعشرة آلاف جنيه ذهبي.

ووظف الثروة، التي آلت إليه من أبيه في خدمة المسرح وعمد إلى تقديم مسرح راق وذو رسالة اجتماعية وأخلاقية ومعرفية فأنشأ فرقة رمسيس في نهاية العشرينيات وعمد إلى النهوض بفن التمثيل في ليؤدي رسالته المنوطة في الارتقاء بالمجتمع.

وكانت فرقته تتألف من حسين رياض، وأحمد علام، وفتوح نشاطي، ومختار عثمان، وعزيز عيد، وزينب صدقي، وأمينة رزق، وفاطمة رشدي، وعلوية جميل، وقدم أكثر من 300 مسرحية مؤلفة أومعربة أومقتبسة.

وكانت فرقته أشبه بمدرسة لتقديم الأسماء المتميزة في مجال التمثيل والمسرح العربى وحصل يوسف وهبي على لقب «البكوية» عقب حضور الملك فاروق أول عرض لفيلم «غرام وانتقام» في سينما ريفولي وبدأ بمسرحية «المجنون» وعرضها على مسرح «راديو» في 1923 و«كرسي الاعتراف»، التي قدمها للسينما هي ومسرحيات «راسبوتين» و«المائدة الخضراء».

وتأخرت مسيرته السينمائية بسبب الحملة الصحفية والدينية، التي أثيرت ضده بسبب نيته في وقتها تمثيل دور النبي محمد في فيلم لشركة «ماركوس» الألمانية بتمويل مشترك مع الحكومة التركية وتخلي عن الموضوع وخاض معارك مع المعترضين على صفحات الصحف لجأ فيها إلى تخليه عن الفكرة وأن ما وصله عن فكرة الفيلم لم يكن دقيقا، وكادت أن تسحب منه الجنسية.

وفي 1930 وبالتعاون مع محمد كريم أنشأ شركة سينمائية باسم «رمسيس فيلم»، التي بدأت أعمالها بفيلم «زينب» في 1930، من إنتاجه وإخراج كريم وفي 1932 أنتج «أولاد الذوات» أول فيلم عربي ناطق ومقتبس عن إحدى مسرحياته الناجحة، حيث قام بكتابة النص وقام بالبطولة وإخراج كريم ثم كتب فيلمه «الدفاع» في 1935، وأخرجه بالتعاون من نيازي مصطفى وفي 1937 قدم فيلمه الثالث «المجد الخالد»، وكان هو الكاتب والبطل والمخرج.

وفي أفلام «ليلة ممطرة» و«ليلى بنت الريف» و«ليلى بنت المدارس» تخلى عن الإخراج لتوجو مزراحي وبعد نجاح هذه الأفلام قدم فيلمه «غرام وانتقام» والذي أخرجه بنفسه (وكان عمره آنذاك 46 سنة) ولعب دور شاب عاشق يقع في غرام أسمهان، والتي لعبت دورها الثاني والأخير وكان في 1979 قد أدي دور اليهودي العجوز، الذي يعشق مصر بعد أن عاش كل حياته بها وذلك في فيلم «إسكندرية.. ليه؟».

ومن أوجه التقدير التي حظى بها حصوله من الملك فاروق الأول على رتبة البكوية ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960 من عبدالناصر وجائزة الدولة التقديرية في 1970 وكان قداختير نقيبا للمثلين في 1953 وعمل مستشارًا فنيا للمسرح بوزارة الإرشاد (الثقافة حاليا) وحاز على جائزة الدولة التقديرية والدكتوراة الفخرية العام 1975 من الرئيس المصري أنور السادات كما منحه بابا الفاتيكان وسام «الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية»، وهو أول مسلم يحصل على هذه الجائزة إلى أن توفي في مثل هذا اليوم 17 أكتوبر 1982.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية