لكل أسبابه فى تأييد أو معارضة نظام الحكم، وكاتب هذه السطور يؤيد ثورة 30 يونيو بسبب دلالات هذه الصورة لإعلان 3 يوليو، حيث وقف قائد الثورة عبدالفتاح السيسى يعلن برنامجها: دستور جديد، وانتخابات رئاسية، ثم انتخابات مجلس النواب التى تبدأ اليوم.
هذه الصورة تجمع شيخ الأزهر وبابا الكنيسة، وكل التيارات السياسية فى مصر: من يرون أن الوحدة العربية هى الحل، أو الاشتراكية هى الحل، أو الديمقراطية هى الحل، أو الإسلام هو الحل «ليس الدين الإسلامى وإنما الإسلام السياسى»، ويمثلهم فى الصورة حزب السلفيين.
وكاتب هذه السطور من أنصار الديمقراطية، أى تداول السلطة بين أحزاب عبر انتخابات، ومن دون أوهام، فالديمقراطية ليست الجنة على الأرض، «الجنة فى العالم الآخر فقط»، ولكن التاريخ يعلمنا أنها أفضل نظام للحكم توصلت إليه الإنسانية حتى الآن.
ومن مشاكل الديمقراطية الكبرى أن أعداءها يمكن أن يستخدموا الانتخابات للوصول إلى الحكم، ثم تصبح آخر انتخابات، وأن من الممكن تزوير الوعى السائد بين جمهور الناخبين، خاصة باستخدام الشعارات القومية أو الدينية، وليس فقط تزوير الأوراق الانتخابية أو أعداد الأصوات عند إحصائها.
وقد كانت ثورة 25 يناير من أجل الديمقراطية، وإنهاء حكم الحزب الواحد، وكانت ثورة 30 يونيو من أجل الديمقراطية، وإنهاء حكم حزب الإخوان المسلمين الذين أسسوا تيار الإسلام السياسى عام 1928، ويعتبرون الديمقراطية كفراً بالدين الإسلامى، ولكنهم استخدموا الانتخابات، ونجحوا فى الوصول إلى الحكم بتزوير الوعى السائد، والادعاء بأن من يصوت لهم يصوت للدين ويذهب إلى الجنة! وخلال سنة واحدة من حكمهم، انكشف عداؤهم للديمقراطية، وكانت ثورة 30 يونيو. ولا فرق بين الإخوان والسلفيين، فكلاهما يدعى أنه يريد أن يحكم باسم الإسلام، وأنه يمثل الله على الأرض، سبحانه وتعالى عما يدعون، والمسلم الذى يعرف دينه حقاً يعلم أنه لا يوجد نظام سياسى للحكم فى الإسلام، ولم يمثل الله على الأرض سوى أنبيائه ورسله، وكان خاتمهم محمداً، عليه الصلاة والسلام.
وقد كان حزب السلفيين فى صورة 30 يونيو ممثلاً للإسلام السياسى، لأن هذا التيار لم يأت من المريخ، وإنما جزء من الواقع، ولذلك يشترك فى الانتخابات التى تبدأ اليوم، ومواجهة هذا التيار لا تكون بإنكار وجوده، وإنما بكشف حقيقته المعادية للديمقراطية ولصحيح الإسلام وللدولة المصرية الوطنية الحديثة التى بناها أجدادنا وآباؤنا طوال قرنين ويزيد، وكما نحارب بالسلاح من يرفعون السلاح لهدم هذه الدولة، ويصعد الشهداء منا كل يوم فى ساحات المعارك، علينا أن نحارب أيضاً فى ساحات الانتخابات التى يسعون لهدمها بوسائل أخرى، وأن يكون مداد الانتخابات دماء الشهداء.