x

«حسن فتحي».. قرية تراثية تاهت ملامحها وتنتظر تدخل اليونسكو

الجمعة 16-10-2015 14:10 | كتب: سحر المليجي |
تصوير : سحر المليجي

حوائط مهدمة وشروخ بارزة وأسوار تغيرت حالتها وتم استبدال مكوناتها بالطوب الخرسانية في تحدي صريح للعالم بأسره من خلال هدم قرية حسن فتحي المسجلة باليونان كتراث إنساني.

4000 مواطن يعيشون في قرية حسن فتحي التي تضم 70 بيتا، أنشأت عام 1945 وكانت تضم مسرحا ومسجدا وخان وعدد من البيوت لسكن أهل القرية.

قرية حسن فتحي قرية راعي خلالها المعماري المصري أن يتم إنشاء البيوت بالطين والطوب اللبن حفاظا على التراث المعماري المصري، إلا أن هذه البيوت الـ70، اختفى منها 58 بيتا تراثيا وحل محلهم العمارات الأسمنتية التي يتفاوت عدد الطوابق فيها من دورين وحتى 5 أدوار.

18 بيت فقط هو كل ما تبقي من القرية وفقا لتأكيد المسؤولين، في الوقت الذي يؤكد أهل القرية أنهم 7 بيوت فقط منهم 3 في حالة انهيار تام.

أول منزل في القرية، هو منزل أحمد راضي، والذي سجل تاريخه على لوحة رخامية على بابه، كتب عليها أول منزل سكنه المعماري حسن فتحي عام 1945.

ويقول أحد القاطنين إن أوضاع القرية في انهيار واصابها يد التخريب متهما الحكومة بانها صاحبة اول ضربة تخريبية، عندما استبدل مبني المدرسة التراثي باخر خرسانية، ليقوم بعدها باقي اهل القرية بهدم منازلهم وبناء بيوت خرسانية تضم 3 أو 4 ادوار ليكونوا ابنائهم

ويضيف لم يتبقى من المباني التراثية سوي 7 بيوت منهم 4 يسكنهم الاهالي و3 اخرين تملكها الدولة وهم المسرح والمسجد والخان

ويتابع نواجه أزمة ترميم المباني في ظل وجود مياه جوفية فضلا عن الزمن، وعدم وجود خبراء قادرين على التعامل مع البيوت، وهو ما يعرض للمباني للهدم.

ويستكمل: بعد الثورة أرسلت اليونسكو أكثر من وفد علمي لمعاينة القرية لكن دون جدوى ونحن ننتظر تدخلها لإنقاذ باقي القرية، مؤكدا أن الاهالي قاموا بترميم منازلهم من خلال حفر أبار في فناء المنازل لجمع المياه الجوفية بداخلها.

سعد فاروق رئيس اقليم جنوب الصعيد بقصور الثقافة قال إن المسؤول عن القرية وترميم المباني هي منظمة اليونسكو باعتبارها تراث إنساني وقد قمنا بمخاطبة أكثر من مرة للتدخل في تقديم الخبرات الدولية لعمليات الترميم.

العميد أحمد نسيم رئيس مدينة الاقصر قال إن ما تبقي من مباني القرية يبلغ 18 منزلا، متهما الأهالي بتعمد إهمال منازلهم للمياه الجوفية رغبة منهم في انهياره لإعادة بنائها بالخرسانة المسلحة.

وأضاف أن منظمة اليونسكو خصصت 5 مليون جنيه لعمل ترميم للمباني المتهالكة، وأنهم في انتظار خبراء اليونسكو لبدء عملية الترميم.

وأوضح أن وفدا من اليونسكو زار القرية الشهر الماضي لعمل دراسة حول القرية وأوضاعها تمهيدا لحل أزمتها، لافتا إلى أنه كان من الصعب أن تقوم المحافظة بترميم وتطوير مباني القرية التراثية بمفردها بعيدًا عن اليونسكو ووزارة الثقافة، لافتًا إلى أنه خاطب الجهات المعنية لوضع خطة لترميم مباني القرية التي تعرض بعضها للتصدع والانهيار خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن سلطات المحافظة ستسخر كافة إمكانياتها لإنجاز مشروع تطوير القرية وإنقاذ تراثها.

فيما تفقد الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة والدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، قرية حسن فتحي لبحث خطة ترميم وإنقاذ القرية التراثية.

والتقى الوزير عددا من أهالي القرية الذين حافظوا على العمارة البيئية المميزة للمعماري حسن فتحي، وأثنى على جهودهم في الحفاظ على تراث القرية.

وأكد وزير الثقافة أنه يجري حاليا بحث الملامح النهائية لمشروع الترميم، مع ضرورة وضع تصور متكامل للأنشطة التي ستتم داخل القرية لاستغلال المباني في أنشطة ثقافية وفنية تتلاءم وطبيعة المكان، مشيرا إلى أن تنفيذ المشروع يأتي لإحياء معالم القرية وترميم وحماية مبانيها وتحويلها إلى مركز للتراث المعماري المميز الذي أبدع فيه حسن فتحي.

وأكد المهندس محمد أبوسعدة رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية أن هناك مشروعا بالاتفاق مع منظمة اليونسكو لترميم تراث المعماري حسن فتحي، بمنطقة القرنة الأثرية بالتنسيق مع المحافظة. مشيرا إلى أنه سيتم البدء بمنزل حسن فتحي، الذي كان يقيم به في القرية ويحتوي على بعض متعلقاته الشخصية والمسجد والمسرح ومبنى بيت الثقافة ثم الخان «السوق».

وأضاف أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية تسبب في تصدع جدران واسقف عدد من المنازل، وأجزاء من المسجد ومنزل حسن فتحي والخان ومنازل الأهالي، مشيرا إلى أنه سيتم الاستعانة بعدد من أهالي القرية لتنفيذ مشروع الترميم بعد تأهيلهم للتعامل مع خطوات ومراحل الترميم وتدريبهم وتزويدهم بالخبرات اللازمة، بالإضافة إلى تأهيل العاملين في مجال الصناعات اليدوية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية