قال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى، إن جميع أعضاء الحزب مؤمنون بالديمقراطية الاجتماعية والحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان، إلا أنهم ينقسمون إلى تيارين مختلفين أحدهما جديد والآخر قديم. وأضاف، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أنه حذّر من أن محاولة أى جبهة للسيطرة على الحزب ستتسبب فى مشكلة كبيرة تهدد استقرار الحزب ومستقبله، وأكد أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة، متهما كل من قال إنها شهدت تزويرا بأنه كاذب.
وأعلن أنه لن يترشح لرئاسة الحزب مرة أخرى، وأن هناك اتصالات بالدكتور زياد بهاء الدين ليترشح على المنصب. وإلى نص الحوار:
■ ما سبب الأزمة وتبادل الاتهامات بين تيارى اليسار واليمين داخل الحزب خلال انعقاد المؤتمر العام؟
- لا يوجد تيار يسارى أو يمينى بالمعنى الحقيقى داخل الحزب، جميع الأعضاء مؤمنون بالديمقراطية الاجتماعية والحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان، لكن بعض الأعضاء كانوا منتمين لتيارات يسارية قديمة، لكنهم أصبحوا يؤمنون بالديمقراطية الاجتماعية الحديثة، التيار اليسارى اقتنع بالديمقراطية الاجتماعية بعد ثورة 25 يناير، لكن هناك مجموعة قديمة من المؤسسين، ومجموعة جديدة دخلت الحزب على فترات بعد مرحلة التأسيس.
■ لكن انتخابات المؤتمر العام شهدت خلافات كبيرة واتهامات متبادلة وقوائم لكل تيار.
- يمكن وصف المتنافسين داخل الحزب بالجيل القديم والجيل الجديد، لكن الجيلين مؤمنان بالديمقراطية الاجتماعية، وهناك خلافات على طريقة إدارة الحزب واعتراضات كثيرة فى بعض المواقف.
■ الجيل الجديد أقصى القديم من كل المواقع القيادية تقريباً.
- كانت هناك رغبة فى عدم سيطرة جبهة واحدة على مقاليد الأمور داخل الحزب.
■ لماذا لم تتدخل مبكراً قبل أن تتصاعد الأمور وتصل لتبادل الاتهامات؟
- بصفتى رئيسا للحزب شعرت بأن من واجبى إحداث توافق بين جميع الأعضاء لأن الفترة المقبلة حرجة وصعبة، وكنت أسعى إلى أن أصل لنتائج جيدة بين الفريقين داخل الحزب، ودعيت 45 عضواً من قيادات الحزب قبل شهرين، من جميع المحافظات، وعبرت عن مخاوفى من حدوث انقسامات فى الحزب وحذرت من أن محاولة أى جبهة للسيطرة على الحزب ستتسبب فى مشكلة كبيرة تهدد استقرار الحزب ومستقبله، وشكلت لجنة من الدكتور زياد بهاء الدين نائب أول رئيس الحزب وحسين جوهر وكامل صالح نائبى رئيس الحزب، ولم أتدخل فى عمل اللجنة، وفى النهاية وصلت اللجنة لتوصيات، وحضر فى الاجتماع الأخير من الجيل القديم، أحمد فوزى وحسين جوهر وأشرف حلمى، وكنت سعيدا بالانتهاء من المشكلة.
■ وماذا حدث؟
- فوجئت فى اليوم التالى بأن الجناح القديم أرسل «إيميل» يعلن فيه تخليه عن الاتفاق ورفضه إجراء الانتخابات الداخلية فى موعدها المحدد، فكتبت استقالتى من الحزب وقدمتها للهيئة العليا وأبلغتهم أننى أرفض هذا الانقسام، وأننى أشعر بالقلق على مستقبل الحزب. فاجتمع الزملاء من الهيئة العليا وقرروا عدم قبول الاستقالة بالإجماع، ووافقوا على إجراء انتخابات المؤتمر العام فى موعدها، وحاول زياد بهاء الدين وكامل صالح أيضاً الاتفاق مرة أخرى وحدث نفس السيناريو وتراجع التيار القديم عن اتفاقه.
■ لكن المؤتمر العام عُقد فى موعده حتى دون قبول الطرف الآخر؟
- كل محاولات التوافق كانت تنتهى بالتراجع عن الاتفاق من الطرف الآخر، فكان يجب إجراء الانتخابات فى موعدها، وهو ما تم بالفعل، وكانت انتخابات حرة ونزيهة تماماً، وأى شخص يقول غير ذلك فهو كاذب.
■ نجاح الأمين العام ونواب رئيس الحزب والمساعدين بالتزكية كان نتيجة صفقة أم توافق لترضيتهم؟
- ربما حدث هذا، لكننى لست طرفا، ولم أتفاوض مع أحد، وفى انتخابات الهيئة العليا فاز التيار الجديد بالأغلبية على التيار القديم المستحوذ، وفى موقع القيادات فاز التيار الجديد بكل المواقع، ولم ينجح أحد من التيار القديم، باستثناء أشرف حلمى بعد نجاحه فى دخول المكتب التنفيذى، وهذا جيد، لكن جميع أعضاء المكتب السياسى من التيار الجديد.
■ هذه النتائج تسببت فى هجوم التيار القديم على لجنة إدارة الانتخابات التى شكلتها؟
- اللجنة أبلغت المكتب التنفيذى بموعد فتح باب الترشح لتشكيل لجنة محايدة لإدارة الانتخابات بشرط ألا يكون أحد أعضائها مرشحاً على أى من مواقع الحزب غير الهيئة العليا، وبالتالى فهى لم تختَر اللجنة المشرفة على الانتخابات.
■ أنتم متهمون باستبعاد بعض المحافظات المؤيدة للتيار القديم؟
- اللائحة واضحة ومعلنة وبها شروط دخول الأمانات فى انتخابات المؤتمر العام، وهى أن تستكمل كل أمانة الحد الأدنى من عدد العضوية، وأن تضم 30% من النساء فى هيكلها التنظيمى، وهذه المحافظات لم تنجح فى توفير هذه الشروط.
■ لكن هذه شروط تعجيزية خاصة فى محافظات الصعيد؟
- هذا قرار الهيئة العليا التى كان يستحوذ عليها التيار القديم، وأنا شخصياً كنت ضد هذه المادة، وهم من صمموا عليها، وما فعلته اللجنة هو أنها قامت بتطبيق اللائحة، وإذا فعلت غير ذلك فسيكون هذا هو التزوير وليس العكس، وأتحدى من يقول إن الانتخابات شهدت تزويرا.
■ عندما خسر التيار الجديد فى الانتخابات السابقة خرج بعض أعضائه من الحزب.. فهل تتوقع خروج التيار القديم بعد هزيمته؟
- هم جزء لا يتجزأ من الحزب وأقدرهم على نشاطهم فى بناء الحزب، ولن نتخلى عنهم أبداً وهم موجودون فى أماكن مهمة، فمنهم الأمين العام وأمين التثقيف والمتابعة، ونائب رئيس الحزب، وتمثيلهم مازال جيداً فى الهيئة العليا، وحتى الآن لم يقدم أحد استقالته من الحزب، وأشكرهم على خوضهم الانتخابات بهذه القوة والمنافسة، وأحمد فوزى الأمين العام قال فى كلمته أمام المؤتمر العام إنه سيستمر بأى نتيجة تسفر عنها الانتخابات، ولن يشكو أحداً خارج مؤسسات الحزب.
■ التيار القديم يرى أنه أكثر ثورية ومعارضة فى القضايا العامة؟
- أعضاء الحزب متفقون فى كل قضايا حقوق الإنسان والحريات، لكن طريقة التعبير تختلف من شخص لآخر، فجميعنا ضد قانون تنظيم التظاهر، لكن المشكلات والأزمات حدثت بسبب خلافات على طريقة التعبير عن الرأى خاصة فى القضايا الشائكة.
■ هل ستخوض انتخابات رئاسة الحزب مرة أخرى؟
- لن أترشح مرة أخرى وهناك اتصالات من الأعضاء بالدكتور زياد بهاء الدين ليترشح على موقع رئيس الحزب، وأنا سأستمر عضواً نشطاً فى الحزب أعمل على زيادات العضوية وجمع تبرعات لتحسين حالة الحزب المالية.