x

سليمان جودة الرئيس فى خطر! سليمان جودة الثلاثاء 13-10-2015 21:41


يذكر المصريون جيداً أن الرئيس السيسى، كان خلال فترة ترشحه للرئاسة، يقول دائماً، إنه لن يبنى البلد وحده، لأن ذلك فوق قدراته وقدرات أى إنسان، مهما كانت، وكان يقول فى كل لقاء عام، إنه فى حاجة إلى جهد كل مصرى إلى جواره، وإن مصر لن يعيد بناءها إلا أبناؤها جميعهم.. جميعهم لا بعضهم، أو بعض بعضهم.. كان المرشح السيسى، وقتها، يؤكد هذا، ويعود إليه مراراً، حتى أصبح مثل هذا المعنى، من لوازمه التى ترتبط به، ويرتبط هو بها، ويحبه الملايين من أجلها.

الآن.. وبعد مرور 16 شهراً، على مجيئه رئيساً، يشعر المصريون فى جانب منهم، أن الوضع ليس كما كان يبشر به الرئيس ويقول، وأنه تقريباً نسى ما كان يقوله فى هذه النقطة تحديداً، وأنه يعيد بناءها وحده.. نعم وحده.. فهذا هو شعور كثيرين ممن ألقاهم فى كل مكان عام، وأريد فقط أن أنقله بأمانة إلى الرئيس، وإلى الأمناء معه، ممن يحيطون به، لعلهم يكونون على علم بما يتردد بين قطاع لا بأس به من الناس، ولعلهم يتصرفون على أساس هذا العلم.

إن مواطناً من هؤلاء الناس استوقفنى، قبل نحو أسبوعين، ليقول لى كلاماً، لا أستطيع أن أنقله على الورق، وهو مواطن بالمناسبة انتخب الرئيس، ولايزال يدعمه مثلى، ولكنه، كمواطن، قلق للغاية، ويشعر بأن ما قيل له وقت الانتخابات لا رصيد له على الأرض، وإذا كان هذا الإحساس قد وصل إليه، ثم ترسخ فى داخله كما رأيته، فلابد أن ينتبه الذين فى يدهم الأمر.. لابد وبسرعة!

فإذا سألنى أحد، عن شواهد القلق عندى، فسوف أقول إن هناك مشروعات قومية كبرى، أعلن عنها الرئيس، وبدأ فيها، دون التفات إلى أى رأى آخر يقال حولها.. إننى عندما أتابع ما يكتبه الدكاترة محمود عمارة، وصبرى الشبراوى، ومحمد المخزنجى، على سبيل المثال، عن مشروعات المليون ونصف المليون فدان، والاستثمار فى المصريين كقضية، ثم الضبعة، أكتشف أن كل ما يقال منهم، على مدى أشهر وأسابيع، لا يستوقف أحداً فى الدولة، وكأنهم ينفخون فى قربة مقطوعة!

لا أقول إن الدكاترة الثلاثة يحتكرون الصواب والحقيقة، ولكنى أقول إن ما يقولون به، فى موضوعاتهم، ويقول به غيرهم فى الموضوعات نفسها، له صدى مؤيد فى الشارع، ألمسه مباشرة من جانبى، ولابد بالتالى أن يكون هناك رد عليهم، وعلى غيرهم طبعاً، بأن يقال إن ما جاء حول القضية الفلانية، خطأ وإن الصحيح هو ما تمشى فيه الدولة، لسبب كذا.. وكذا.. هذا هو المنطق.. وهذا هو الطبيعى.

إننا لا نناقش الرئيس فى قضايا الأمن، فهذه هو أدرى بها، ومعه الخبراء فيها، فى كل موقع، ثم إن له فيها إنجازات لا ينكرها أحد، ولكننا نتكلم فى قضايا اقتصادية وسياسية فاصلة فى مسيرة الوطن، ونشعر بأن الرئيس، يوماً بعد يوم، يتعامل معنا فيها، بمنطق القائد العسكرى الذى إذا نادى، رد الذى يسمعه فقال: أفندم!.. وإذا أمر كان الرد: تمام يا أفندم.. فى حين أن الأمر فيها ليس تماماً بالمرة.. يا أفندم!

سيادة الرئيس: الأسماء التى ذكرتها، تؤيدك منذ أول لحظة، ومعها كاتب هذه السطور، ولكن التأييد هنا، ليس مطلقاً، ولا يجب أن يكون، وأصارحك أكثر، بأن الأمور إذا سارت على نحو ما هى سائرة عليه الآن، فأنت سياسياً فى خطر، والبلد بالتالى فى خطر.. لذا، لزم التنويه، وأكاد أقول لزم إبراء الذمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية