لأننى لست من هواة القفز من المراكب التى توشك على الغرق.. ولا أجد متعة فى غرس السكاكين فى ظهر أى أحد لمجرد أن الناس ستحب مشاهدة ذلك.. ولا أبيع أصدقائى فى أى سوق وأتنازل عنهم مهما كانت المصالح والمكاسب.. ولا أنحنى فى أى طريق لالتقاط حجر أقذف به من بات يرفضه ويهاجمه الكثيرون.. ومن أجل ذلك كله أبقى مؤيدا لمحمود طاهر رئيسا للنادى الأهلى وأقف معه فوق نفس الرصيف المحترق أو فوق ظهر نفس السفينة حتى وأنا أراها وسط البحر فقدت بوصلتها واخترقها الماء من كل الجهات..
أقف وأؤيد صديقا قديما وعزيزا لم يرتكب يوما ما إثم الخيانة والغدر ولم يكن فى أى وقت من هواة الفساد بكل أشكاله وصفاته.. وأعرف أننى بذلك الموقف أخسر كثيرا جدا وأننى أقف ضد المنطق وحسابات المصلحة والمكسب، لكننى لا أستطيع إلا أن أبقى هكذا مهما كانت النتائج والخسائر.. وسأقف مع محمود طاهر عارفا ومقتنعا بأنه أخطأ وكابر وعاند وكان فى أوقات كثيرة ضعيفا أمام أصدقائه أو من تخيلهم كذلك وتعددت وتوالت مجاملاته التى لم تكن فى محلها ولم تذهب حتى لمن يستحقونها.. ولا أجد ما أقوله الآن لمحمود طاهر إلا أن أرجوه بأن يجلس وحده ولو مرة واحدة فقط.. يراجع نفسه ويحاسبها ويراجع كل قراراته وخطواته الأخيرة..
وأعرف أنه من أصعب الأمور دائما أن يتطوع الإنسان بتقديم نصيحة لمن لم يطلبها ولا يظن أنه يحتاجها.. ورغم ذلك سأبقى محاولا نصح صديقى القديم محمود طاهر بالتراجع عن كثير قام به فى أيامنا القليلة الماضية.. سأقول له إنه بالفعل يحب الأهلى لكن الآخرين الكثيرين أيضا يحبون الأهلى ويخافون عليه.. وكان عليه أن يصغى لهؤلاء الكثيرين ولا يغلق فى وجوههم أبواب عقله وقلبه والأهلى أيضا.. سأقول له ألا يصدق أن الأمر كله مجرد مؤامرة ضده يقودها ويخطط لها آخرون حالمون وطامعون فى إدارة النادى الكبير..
فهناك كثيرون جدا لا يتآمرون عليه ولا يريدون قتله ورغم ذلك لا يوافقون أو يقبلون سياسته وأفكاره وقراراته.. سأقول له إنه ليس عيبا أو خطيئة وفضيحة أن يتراجع الرئيس عن قرار أو فكرة أو خطوة، طالما ثبت أن الناس حوله لا يريدونها وليسوا سعداء بها.. وأنه شخصيا كان مثلى شاهدا على تراجع الراحل صالح سليم عن بعض قراراته من أجل الأهلى وجماهير الأهلى..
وقرارات كثيرة مؤخرا لمحمود طاهر كانت خاطئة ودليلاً على اندفاعه وقبح المشورات والنصائح التى يحاصره بها القليلون الذين بقوا حوله يريدون امتصاصه حتى آخر لحظة والانتفاع منه حتى لحظة لف حبل المشنقة حول رقبته.. وأتمنى أن يتذكر محمود طاهر صداقتنا القديمة التى كانت وأننى بالفعل لا أريد منه أو له أى شىء إلا أن ينجح ويبقى رئيسا للأهلى.. فالفرصة لذلك لم تضع بعد والسفينة لاتزال فوق الماء ولم تغرق كلها بعد والأمل لايزال قائما فى إصلاح كل شىء واستعادة الأحلام القديمة كلها.